صــيـانـة الطــائـرات



في هذا الموضوع، سنحاول إعطاء فكرة مختصرة عن إجراءات الصيانة المتبعة لصيانة الطيارات، وهي إجراءات موحدة على مستوى العالم، لضبط معايير الصيانة والأطقم الفنية القائمة بهذه الأعمال، وهذه الأعمال تكون خاضعة لسلطة الطيران المدني التابعة لها، وفي ليبيا تمثلها سلطة (هيئة الطيران المدني) الليبي التي تقوم بالتالي:
1- اعتماد إجراءات وأنظمة الصيانة للقائمين بهذه العمال، وهي: جداول وبرامج الصيانة للطيارات Maintenance Schedule، الرسائل الفنية (وتمثلها الشركات العامة والخاصة التي تقوم بأعمال الصيانة لطياراتها).
2- اعتماد العاملين بهذه الشركات، بمنحهم التراخيص اللازمة، والتي تخولهم تنفيذ أعمال الصيانة (وربما ناقشنا موضوع التراخيص في موضوع منفصل، بشيء من التفصيل).
3- متابعة تنفيذ الأعمال وصحة إجراءاتها، وذلك من خلال الزيارات وكذا متابعة كل ما يتعلق بالطيارة من خلال الكشف السنوي الذي تمنح على أساسه الطيارة شهادة الصلاحية للطيران (C of A).
ويمكننا تقسيم أعمال الصيانة إلى:
أولاً: أعمال مجدولة.
ثانياً: أعمال طارئة.
وأعمال الصيانة تشمل: الكشوفات البصرية، الكشوفات التجريبية، التغيير والاستبدال.


أولاً: أعمال الصيانة المجدولة:
نقصد بها العمال الروتينية التي تؤدى للطائرة بشكل دوري (روتيني) إما طبقاً لساعات الطيران، أو التاريخ، ولبعض الأعمال أيهما يكون أولاً (الساعات أو التاريخ)، وهذه العمال المجدولة، تشمل:
1- الطائرة، ونعني بها الكشوفات الخاصة لمنح الطائرة شهادة الصيانة (C of M)، وهي تختلف من طائرة إلى أخرى، فبعض الطائرات تخضع للكشوف كل 100 ساعة (كالسيسنا)، وأخرى كل 125 ساعة (كالبوينج-727، والفوكر-28، والتوين أوتر-6)، أو أن تخضع للفحص كل 90 يوماً، وعادة للطيارات العاملة يكون أجل الكشف أسبق بالساعات.
في الطيارات تجدول الصيانة بحيث أنه عند ساعاتً معينة تكون الطيارة قد خضعت كل أجزاءها للكشف وكذا تم معالجة وتنفيذ الأعمال الخاصة في النشرات الفنية، فمثلاً طيارة التوين أوتر تنفذ 48 كشفاً كل 125 ساعة، مما يعني إنها عندما تحقق 6000 ساعة تكون كل أجزاء الطائر قد تم الكشف عليها، كما انه لهذه الطيارة كشفاً سنوياً بالتاريخ (كل سنة) لبعض الأجزاء، وهذه التوقيتات يتم تحديدها من قبل الشركة المصنعة للطيارة، من خلال Maintenance Schedule الخاصة بالطيارة، والذي يمكن للشركة تنفيذ من يتوافق وظروف التشغيل، فمثلاً كون ليبيا بلد صحراوي، فإنه للطيارة التوين أوتر لا يتم تنفيذ أعمال الصيانة على الزلاجات الخاصة بالهبوط على الثلج كونها أصلاً غير مستخدمة.
بعض الطيارات (كالفوكر-28، والبوينج) تتبع نظاماً خاصاً بها، فمثلاً تنفذ الكشوف كل 125 ساعة، بحيث تجدول الكشوف بشكل متوالية فتكون: 125/ 250/ 500/ وهكذا وترتب الكشوفات: A/ A1/…../ B/B1.. حتى تصل الطيارة إلى مجموع ساعات (تقريباً كل 3000 ساعة) تضطر بعدها للدخول إلى العمرة.
2- ثمة كشوفات تكون خاصة لبعض أجزاء الطائرة، كـ: عجلات الهبوط، الأجهزة الملاحية والعدادات، بعض أجزاء هيكل الطيارة، معدات الإنقاذ، وغيرها.
3- هناك بعض الكشوفات الخاصة والتي ترد في جدول الصيانة الخاص بالطيارة، وتعتمد على حالة ووضعية الجزء المراد الكشف عنه (On Condition)، وهذه في بعضها تخضع للكشف الدوري، كإطارات منظومة العجلات، التي تخضع للكشف اليومي وتغير كلما دعت الحاجة إلى ذلك (وإن كانت بعض الشركات تمنح الإطار 400 ساعة طيران ومن بعد التأكد من صلاحيته)، ماص الصدمات الخاص بمنظومة العجلات، لقمات المكابح، مفرغات الشحنات الكهربائية الاستاتيكية.

فيما يخص الصيانة المجدولة، يمكن للشركة المشغلة أن تنظم أعمال الصيانة بما يتوافق معها، أو مع ظروف التشغيل، وذلك بالاتفاق مع سلطة الطيران المدني، التي تعتمد هذا الإجراء بما لا يتعارض مع سلامة الطيران.

ثانياً: أعمال الصيانة الطارئة:
ويقص بها أعمال الصيانة التي تجرى على الطائرة بشكل طارئ، نتيجة الكشف اليومي، أو ما يسجله الطيار في (Tech Log) الخاص بالطيارة.
ويعمل المهندس المختص على حل هذه المشكلة، وإجراء ما يضمن عدم تكرارها، أو حدوثها في وقت قريب، ويمكن للمهندس عند ملاحظته تكرار بعض المشاكل الفنية، من كتابة تقرير بهذا ورفعها عن طريق المشغل إلى الشركة المصنعة لحل هذه المشكلة، أو في بعض الحالات يقوم المهندس المكلف بتغيير جدول الكشف الخاص طبقاً لما يحقق السلامة، ويمكنه في هذه الحالة رفع مثل هذا الأمر للشركة المصنعة، التي عند اعتمادها هذا الإجراء، إصداره في نشرة فنية توزع على كل مشغلي هذا النوع من الطيارات.. كما يمكن تنفيذ هذا العمل في نطاق عمل المشغل، بما يتوافق مع جدول الصيانة المعتمد من الطيران المدني.

في الختام أتمنى أن أكون قدمت فكرة مختصرة عما تعنيه (أعمال صيانة الطيارات)، وفي انتظار توضيح ما التبس على البعض.

تعليقات