1- مـقـدمـة
تعتبر السلامة من أحد الأمور المهمة التي ينظر إليها مصممي الطائرات بكثر الأهمية، إذ السلامة في المقام الأول لركاب وطاقم الطائرة، التي توفر بالتالي الدعم اللازم لدوران عجلة إنتاج الطائرات.
والطائرات الحديثة تتمتع بإمكانيات كبيرة من أجل سلامة الركاب والطاقم، مثلاً: في الماضي كان يحتاج إخلاء الطائرة إلى دقيقتين (2 دقيقة)، مع عدد ركاب لا يتجاوز الخمسين، أما الآن فإن إجراءات السلامة لأكبر الطائرات تعمل على إخراج الركاب في زمن قياسي هو تسعون ثانية (90 ثانية).
ومن الأمور المهمة في إجراءات السلامة والإنقاذ، أنظمة مكافحة الحرائق، والتي تنقسم بالنسبة للطائرات إلى:
- أنظمة كشف الحرائق: وهي أنظمة تعتمد الكشف المبكر لاحتمال نشوء الحرائق، بتحسس الدخان أو الغازات والحرارة.
- أنظمة مكافحة الحرائق: والتي تعمل في حال حدوث الحريق، بضخ مواد مقاومة للاحتراق.
وكل الطائرات الحديثة تتمتع الآن بأنظمة كشف ومكافحة حرائق أثبتت فاعليتها، لكن هذا لا يعني أنه لن تكون ثمة حرائق، فلقد أثبتت الإحصائيات أن الحوادث (وهي طارئة) هي المسبب الأكبر للحرائق لا أنظمة وأجهزة الطائرات.. حيث تتعرض الطائرات لبعض الحوادث إما خلال التحليق أو على الأرض، حيث يمكن لفرق الإطفاء التدخل لوقف انتشار الحريق.
ونحاول من خلال الصفحات التالية تقديم صورة عامة لما تتعرض له الطائرات من حرائق، مستعرضين الأسباب المؤدية لها.
2- حَــرائق الــطائرات
لكي ينشأ الحريق، فلا بد من أن تتوفر مجموعة من الشروط، وأهم هذه الشروط: المصدر الحراري، والمواد القابلة للاشتعال.
2.1- المـصـــادر الحــرارية :
تحوي الطائرات مجموعة من الأنظمة والأجهزة، التي تعمل على مدها بما تحتاجه، وهذه الأنظمة تعمل بأكثر من طريقة وأسلوب.
1- المحـركات: من أهم أجزاء الطائرة والموكل إليها أمر إنتاج القوة اللازمة لإتمام العمليات الجوية من إقلاع وتحليق وهبوط، وهي في أكثر من نوع، وما يهمنا هو معرفة أنها مصدر حراري كبير إذ تبلغ حرارة غرفة الاحتراق إلى أكثر من 1000 درجة مئوية (1000 C)، كذلك حرارة الغازات الخارجة من المحرك التي تمتد خارج المحرك (هذه الغازات كانت أحد أسباب احتراق الطائرة الكونكورد).
وتزود المحركات بأنظمة كشف/حماية وإطفاء لإخماد الحرائق مركبة داخلة وموصلة بمقصورة القيادة، لاستخدامها في حالات الطوارئ.
وحرائق المحركات لا تشكل تهديداً خطيراً، فأنظمة الكشف والحماية تنذر الطيار بارتفاع الحرارة في المحرك، واسطوانات الإطفاء الملحقة بها تكون كافية لإخماد الحريق، هذا بالأخذ بعين الاعتبار ما يقوم به الطيار من إجراءات سلامة متعارف عليها، لمنع انتشار الحريق واتصاله بخزانات الوقود، منعاً لكارثة غير متوقعة.
تلحق بالمحركات، وحدات الطاقة الثانوية (APU) ومهمتها توفير الطاقة اللازمة للطائرة، قبل وبعد إيقاف المحركات عن العمل، وهي عبارة عن محركات صغيرة الحجم، يستفاد من طاقتها في إنتاج الطاقة الكهربائية اللازمة للطائرة، وهي محمية بذات الكيفية للمحركات.
2- الكـهرباء: وتتمثل في الوحدات العاملة بالكهرباء والأسلاك الكهربائية.. ويتمثل خطرها في حال ذوبان العازل عن هذه الأسلاك وتسببه في إنتاج شرارة كهربائية تكون كفيلة بإشعال النار، خاصة في مجموعات الأسلاك المارة بخزانات الوقود (كما حدث للطائرة بوينغ727 التابعة للخطوط اليابانية).
هذا وتعتمد الطائرات الحديثة على الألياف البصرية وأسلاك كهربائية خاصة الصنع، لنقل الكهرباء والمعلومات.. أما الحرائق الناتجة عنها فهي تنتهي سريعاً، وتكشف بأنظمة كشف الحرائق، ما لم تمتد إلى خزانات الوقود.
هذا ولا نستطيع إغفال أثر الكهرباء الساكنة، والطاقة الكهربائية الناتجة عنها في التفريغ الكهربي.. وفي حال وجود خلل في نظام تفريغ الشحنات قد تتولد شحنات تكون السبب في اندلاع الحرائق، هذا ويضاف لهذا ما تتعرض له الطائرة من صواعق برقية من السحب.
3- مجموعة العجلات: تنتج الحرارة في مجموعة العجلات عن الاحتكاك الناتج أثناء عملية الكبح.. ويعمل نظام الكبح في الطائرات باستخدام الضغط الهيدروليكي، وهي سوائل غير قابلة للاشتعال، حيث يؤثر الضغط على وسائد أو لقم الكبح لإنتاج الكبح اللازم بزيادة الاحتكاك، وتنتج عن هذا الاحتكاك حرارة قد تصل إلى أكثر 500 درجة مئوية (500C) (الطائرة الفوكر28 تصل درجة حرارة الكبح فيها إلى 200 درجة مئوية/200C)، قد تؤدي إلى اشتعال الإطار في بعض الأحيان التي يتمدد فيها الغاز داخل الإطار عند تعطل وحدة المكابح.. وهذا النوع من الحريق يكون عادة في وحدة العجلات، وطالما لم يصل لمنطقة الجناح حيث خزانات الوقود فهو جيد، وعادة ما يؤثر هذا الحادث على جسم الطائرة أكثر من تسببه في الحرائق.
ومن المفيد معرفة أن الإطارات بمجموعة العجلات بالطائرة تستخدم غاز النيتروجين في التعبئة، وهو غاز غير قابل للاشتعال، والضغوط داخل الإطارات تختلف بحسب التصميم، فمثلاً بالنسبة لطائرات الشركة:
نوع الطائرة مجموعة العجلات الرئيسية(PSI) مجموعة العجلات الأمامية(PSI)
فوكر – 28 90 70
التوين أوتر 38 32
كما عن الطائرات الحديثة تحتوي على أنظمة تتحسس الحرارة الناتجة عن الكبح، بحيث يفرغ الضغط الناتج عن تمدد الغاز داخل الإطار في حال ارتفاع درجة الحرارة.
4- الاحتكاك: ونعني به احتكاك بدن الطائرة لأي من الأسباب، ولعل أشهرها تعطل وحدات الهبوط (مجموعة العجلات)، بحيث يضطر قائد الطائرة إلى اتخاذ إجراءات الهبوط الاضطرارية التي تستلزم الهبوط بالطائرة بالانزلاق على بدنها السفلي (بطن الطائرة). وتنتج عن هذا الاحتكاك حرارة عالية تسبب ارتفاع درجة حرارة المنطقة المحيطة، وهي عادة ما تكون خزانات الوقود التي تشتعل نتيجة الحرارة.. والمعروف في مثل هذه الحالات هو تقليل حجم الوقود الموجود، ومن بعد الانزلاق على أرضية المدرج.
2.2- المــواد القــابلة للاحــتراق:
تتمثل المواد القابلة للاحتراق في الطائرة:
1- الوقود: وهو مادة قابلة للاشتعال، ويستفاد من قابلية اشتعالها من خلال احتراقها مع الهواء داخل غرفة الاحتراق، لإدارة المحرك.. ويخزن الوقود في خزانات خاصة به تكون مركزة في بدن وجناح الطائرة، باستغلال الفراغات الموجودة., هذه الخزانات عادة ما تؤمن، وتزود بعض الطائرات بوحدات تفريغ للوقود في حال الخطر.
2- الفرش والأثاث: مع أن هذه الأجزاء تصنع من مواد غير قابلة للاشتعال أو تشتعل بطريقة بطيئة ولا ينتج عنها دخان، إلا أنه عند الاحتراق ستكون هذه المواد مواد مشتعلة، وخطرة.
3- عوازل الأسلاك، ومواد الحشو: هي أيضاً مواد قابلة للاشتعال.
4- بدن الطائرة: وهو في الأصل غير قابل للاشتعال كونه معدن في شكل سبيكة تختلف خصائصها عن خصائص المعدن، وما يحدث لبدن الطائرة في حالة الاشتعال وتعرضه لدرجات حرارة عالية (درجة اشتعال الألمونيوم 800 درجة مئوية/800C)، ولأن المعدن المستخدم في الطائرات هو خليط في شكل سبيكة فإنه يقاوم الحرارة حتى درجات عالية ومن بعد يدخل طور الذوبان.
5- الأكسجين: لا يمكننا اعتبار الأكسجين الصافي مادة قابلة لاشتعال، فالخطر يكمن من ارتفاع درجة حرارته وتمدده بقوة داخل الاسطوانات المحفوظ فيها، ومن بعد انفجارة، إذ يساعد كغاز على الاشتعال بقوة.
تعليقات