وهكذا بدأت العمل بشكل رسمي।
الجميل إن بدأت العمل على الطائرات الصغيرة من طراز سيسنا (Cessna 150, 152, 172) المستخدمة في التدريب كونها ذات محرك واحد، الأمر الذي جعلني أتعرف على أساسيات أنظمة الطائرات وأجزائها في أشكالها الأساسية، بعيداً عن التعقيد. وهكذا وجدتني أقوم بكل أعمال الكشف والصيانة الدورية والطارئة، ومعالجة المشاكل، للحد الذي صرت معه أقوم بإجراء العمل ثم أحمل كتاب الطائرة للمهندس المسئول لإجراء الكشف والتوقيع.
وفي ذات الوقت بدأت العمل على ذات الطراز لكن الأكبر حجماً (Cessna 310, 402)، وفي أحد الأيام بعد رحلة صباحية مبكرة عاد أحد الطيارين بالطائرة إلى حضيرة الصيانة كون المحرك يعاني من بعض المشاكل، وكالعادة سألت المهندس، ما المشكلة، فقال:
- والله شن بنقولك، المحرك يطفطف، مرات تكون وحدة مالشماعي ما تخدمش (يقصد شمعة الاحتراق)، و مرات المشكلة في ضخ البنزينا. على كل حال برا افتح عالمحرك لين نجيب المانول والتولز ونجيك.
وكانت فرصة ولا أروع، بدأنا فيها كشفاً كاملاً للمحرك، بداية من منظمة ضخ الوقود إلى الكشف على شمعات الاحتراق (Spark plugs)، وقياس فجوة الشرارة لكلٍ منها على حدى (E-gap)، والكشف على منظم الشرارة (Magneto) وقياسه والتأكد من دورة الإشعال، وكان يرافق هذا العمل شرحاً مفصلاً (باللغة الإنجليزية) للعمل وطريقة أداءه كما ورد في دليل الطائرة (Aircraft Maintenance Manual)، الذي فتح صفحاته قريباً منا على أحد الطاولات. عند هذه النقطة، طلب مني المهندس إغلاق أغطية المحرك والاستعداد لإجراء تشغيل (Ground run) من أجل التحقق. لم يكشف التشغيل عن أي شيء، فكل شيء كما يرجى أن يكون. فما كان من المهندس إلا أن طلب من قسم العمليات طيارين لإجراء طيران اختباري (Test flight)، وعندما بات كل شيء جاهزاً، التفت إلي المهندس وقال:
- شنو، تبي تجي معانا ولا لا.
- يعني مافيش مشكلة.
وركبت الطائرة C402، وارتفعت بنا عن مدرج المطار بشكل سلس، كانت ليبيا في تلك الفترة تعاني من الحصار، لذا كان المطار فارغاً، ويمكن العمل فيه بحرية كبيرة، طلب الطيار أن يحلق قريبا من المدرج، فأذن له بذلك، أملى المهندس بعض الأشياء على الطيار، ثم طلب منه: Pull-up، والتفت إلي:
- شد روحك.
اتجهت الطائرة صوب مدرج الهبوط، وقبل أن تلمس عجلاتها الأرض ارتفعت بزاوية كبيرة عن الأرض، وفي ضجيج المحركات سمعت الطيار يصفق ويقول:
- شوف الزيت.
التفتت إلى حيث أشار الطيار، كان ثمة خيط من الزيت يخرج من المحرك الأيمن سارياً على الغطاء، فطلب منه المهندس الهبوط. وحال لمست عجلات الطائرة المدرج، وسحب الطيار للخانق (Throttle lever) توقف المحرك الأيمن عن العمل.
وعند عتبة مدخل الحضيرة، توقفت الطائرة وخروجنا، سمعت المهندس يقول للطيار:
- إيه، كمبرشن تست.
توجه المهندس من فوره إلى ورشة المعدات، وعاد يحمل شيئاً في يديه، سألت:
- معليش ياباشمهندس، شنو هذا.
- هذا عدة الكمبرشن تست.
قمت بفتح أغطية المحرك والانتظار ساعة حتى يبرد المحرك، لنبدأ من بعد اختبار الانضغاط (Compression test). بدأنا بالاسطوانة رقم 1، ندير المروحة حتى الوصول إلى أعلى نقطة للمكبس، نثبت من بعد أداة الاختبار، يقوم أحد الفنيين بتثبيت المروحة، حتى لا تدور تحت ضغط الهواء، ونقوم بقراءة قيمة الضغط داخل الاسطوانة، ومطابقته لدليل المحرك (Engine Maintenance Manual)، ومن اسطوانة إلى أخرى، حتى وصلنا للاسطوانة رقم 5:
- القراءة صفر.
التفت إلي المهندس، مستغرباً:
- كيف، صفر، مش معقولة.
أخذ مني أداة الاختبار وطلب مني التحكم في مصدر الهواء، وقام هو بالقراءة، وكانت صفراً.
- شن معناه هذا.
- يعني إن السلندري مفتوحة، وهذا يا إما الرنجز بتاع البسطوني تكسرو أو البسطوني فيه مشكلة.
- وشن اللي بيصري توه.
- توه مافيه إلا الصلات ع النبي، نرتاحو شوية، ونفتحو على البسطوني، وهادي ماتصيرش ديما.
كانت بالفعل أحد الأعمال التي لا تطبق بشكل متكرر.
الجميل إن بدأت العمل على الطائرات الصغيرة من طراز سيسنا (Cessna 150, 152, 172) المستخدمة في التدريب كونها ذات محرك واحد، الأمر الذي جعلني أتعرف على أساسيات أنظمة الطائرات وأجزائها في أشكالها الأساسية، بعيداً عن التعقيد. وهكذا وجدتني أقوم بكل أعمال الكشف والصيانة الدورية والطارئة، ومعالجة المشاكل، للحد الذي صرت معه أقوم بإجراء العمل ثم أحمل كتاب الطائرة للمهندس المسئول لإجراء الكشف والتوقيع.
وفي ذات الوقت بدأت العمل على ذات الطراز لكن الأكبر حجماً (Cessna 310, 402)، وفي أحد الأيام بعد رحلة صباحية مبكرة عاد أحد الطيارين بالطائرة إلى حضيرة الصيانة كون المحرك يعاني من بعض المشاكل، وكالعادة سألت المهندس، ما المشكلة، فقال:
- والله شن بنقولك، المحرك يطفطف، مرات تكون وحدة مالشماعي ما تخدمش (يقصد شمعة الاحتراق)، و مرات المشكلة في ضخ البنزينا. على كل حال برا افتح عالمحرك لين نجيب المانول والتولز ونجيك.
وكانت فرصة ولا أروع، بدأنا فيها كشفاً كاملاً للمحرك، بداية من منظمة ضخ الوقود إلى الكشف على شمعات الاحتراق (Spark plugs)، وقياس فجوة الشرارة لكلٍ منها على حدى (E-gap)، والكشف على منظم الشرارة (Magneto) وقياسه والتأكد من دورة الإشعال، وكان يرافق هذا العمل شرحاً مفصلاً (باللغة الإنجليزية) للعمل وطريقة أداءه كما ورد في دليل الطائرة (Aircraft Maintenance Manual)، الذي فتح صفحاته قريباً منا على أحد الطاولات. عند هذه النقطة، طلب مني المهندس إغلاق أغطية المحرك والاستعداد لإجراء تشغيل (Ground run) من أجل التحقق. لم يكشف التشغيل عن أي شيء، فكل شيء كما يرجى أن يكون. فما كان من المهندس إلا أن طلب من قسم العمليات طيارين لإجراء طيران اختباري (Test flight)، وعندما بات كل شيء جاهزاً، التفت إلي المهندس وقال:
- شنو، تبي تجي معانا ولا لا.
- يعني مافيش مشكلة.
وركبت الطائرة C402، وارتفعت بنا عن مدرج المطار بشكل سلس، كانت ليبيا في تلك الفترة تعاني من الحصار، لذا كان المطار فارغاً، ويمكن العمل فيه بحرية كبيرة، طلب الطيار أن يحلق قريبا من المدرج، فأذن له بذلك، أملى المهندس بعض الأشياء على الطيار، ثم طلب منه: Pull-up، والتفت إلي:
- شد روحك.
اتجهت الطائرة صوب مدرج الهبوط، وقبل أن تلمس عجلاتها الأرض ارتفعت بزاوية كبيرة عن الأرض، وفي ضجيج المحركات سمعت الطيار يصفق ويقول:
- شوف الزيت.
التفتت إلى حيث أشار الطيار، كان ثمة خيط من الزيت يخرج من المحرك الأيمن سارياً على الغطاء، فطلب منه المهندس الهبوط. وحال لمست عجلات الطائرة المدرج، وسحب الطيار للخانق (Throttle lever) توقف المحرك الأيمن عن العمل.
وعند عتبة مدخل الحضيرة، توقفت الطائرة وخروجنا، سمعت المهندس يقول للطيار:
- إيه، كمبرشن تست.
توجه المهندس من فوره إلى ورشة المعدات، وعاد يحمل شيئاً في يديه، سألت:
- معليش ياباشمهندس، شنو هذا.
- هذا عدة الكمبرشن تست.
قمت بفتح أغطية المحرك والانتظار ساعة حتى يبرد المحرك، لنبدأ من بعد اختبار الانضغاط (Compression test). بدأنا بالاسطوانة رقم 1، ندير المروحة حتى الوصول إلى أعلى نقطة للمكبس، نثبت من بعد أداة الاختبار، يقوم أحد الفنيين بتثبيت المروحة، حتى لا تدور تحت ضغط الهواء، ونقوم بقراءة قيمة الضغط داخل الاسطوانة، ومطابقته لدليل المحرك (Engine Maintenance Manual)، ومن اسطوانة إلى أخرى، حتى وصلنا للاسطوانة رقم 5:
- القراءة صفر.
التفت إلي المهندس، مستغرباً:
- كيف، صفر، مش معقولة.
أخذ مني أداة الاختبار وطلب مني التحكم في مصدر الهواء، وقام هو بالقراءة، وكانت صفراً.
- شن معناه هذا.
- يعني إن السلندري مفتوحة، وهذا يا إما الرنجز بتاع البسطوني تكسرو أو البسطوني فيه مشكلة.
- وشن اللي بيصري توه.
- توه مافيه إلا الصلات ع النبي، نرتاحو شوية، ونفتحو على البسطوني، وهادي ماتصيرش ديما.
كانت بالفعل أحد الأعمال التي لا تطبق بشكل متكرر.
نتابع البقية في لقاء قادم.
تعليقات
عاجبني اسلوبك في التبسيط والشرح, حسيتك تحكي على محرك سيارة مش طيارة
صح الانترنال كمبستشين كيف بعضهم لكن اكيد الموضوع عندك معقد اكثر
ربي يعاون ان شاء الله
تحياتي