ما سيرد لاحقاً هو سيناريو مفترض لطائرة الخطوط الأفريقية نوع A330-200 ذات حروف تسجيل (5A-ONG)، والتي سقطت عند محاولتها الهبوط، وهنا:
- سوف لا أعتمد على أي مما علقت به الأخبار أو تم تناقله من خلال وسائل الإعلام.
- ومن ناحية أخرى، سوف لن أذهب بعيدا في التحليلات.
بمعنى إن هذا السيناريو المفترض، هو تحليل شخصي لا أكثر.
بداية الطائرة المنكوبة، من الطائرات الحديثة الصنع، والتي عمل مصنعها على تضمينها الكثير من التقنيات الحديثة، التي تكفل سلامة طيرانها وأدائها لمهماتها في نقل الركاب وتأمين رحلة هادئة.
طبقاً لقوانين الطيران المدني، فإنه على طاقم الطائرة أخذ قسط من الراحة يعادل 24 ساعة مقابل كل 12 ساعة عمل (Duty Time)، تحسب في العادة بساعة من قبل الإقلاع، وسلطات الطيران المدني تعود كتاب الطائرة الفني (Technical Flight Log) للتحقق من ساعات عمل الطاقم. بالتالي فإني أفترض إن الطاقم أخذ قسطه من الراحة، قبل رحلة العودة. أو هكذا أفترض، بمعنى، إنه قضى فترة الضحى من اليوم السابق نائماً –على أقل تقدير-.
9 ساعات من الطيران أمر لا يستهان به، حتى في وجود الطيار الآلي، وأنظمة المتابعة والصيانة المضمنة في الطائرة، فعلى قائد الطائرة مراقبة أجهزة وأنظمة الطائرة تأمينا لسلامة الرحلة ولتخله في حال الحاجة. وتظل هذه الساعات التسع مرهقة، وتتطلب التركيز في كل المراحل.
الطائرة تدخل المنطقة الخاصة بمطار طرابلس، ولكن دعونا نعود للخلف قليلاً، إلى أيام قبل تاريخ سقوط الطائرة (12-05-2010)، فلقد تعرضت المناطق الليبية إلى رياح تباينت بين المتوسطة والشديدة، الأمر الذي حرك أكوام الغبار، وأدى إلى إغلاق مطار طرابلس أما استقبال الطائرات، وبتاريخ الجمعة 08-05-2010، سمح جزئيا للطائرات التي تحمل أنظمة هبوط حتى 500 متر بالهبوط، وكانت طائرة الخطوط الإماراتية المتوقفة بمالطا هي أولى الطائرات التي استفادت من الاستئناف الجزئي (الخبر أوردته صحيفة أويا). وهذا يثبت مدى فاعلية أجهزة مطار طرابلس الخاصة بأنظمة الهبوط (ILS)، والتي حسب المعلومات تمت معايرتها بداية العام.
واسمحوا هنا بتقديم فكرة سريعة عن أنظمة الهبوط (Instrument Landing System)، تعمل هذه الأجهزة على إصدار موجات راديو بترددات معينة وفي مستويين: أفقي ورأسي. بحيث يحدد المستوى الأفقي (Localizer) مركز المهبط، أما الرأسي (Glide Slope) يمنح الطائرة زاوية تدرج للهبوط داخل مدرج الهبوط. وهذه العملية تتم بالتعاون مع جهاز مماثل موجود ضمن أجهزة الطائرة. وهو في المطارات الكبرى يصل إلى مدى رؤية صفر. والهبوط بهذه الأنظمة يعتمد على مستوى تدريب الطيار وتوافقه مع مستويات النظام.
نعود للطائرة، عند الساعة السادسة من صباح الأربعاء كان منطقة مطار طرابلس تحت تأثير تكثف لبخار الماء (Mist) مما حال دون رؤية واضحة للمهبط. وما كان يعيق الرؤية أيضاً، شروق الشمس من الجهة المقابلة. وفي وجود طبقة بخار الماء، ووهج شمس الشروق تتكون ما تشبه الشاشة البيضاء، مما ينعدم معها تحقق رؤية واضحة.
الطيارة تقترب أكثر من مطار طرابلس، وتتعدى مرحلة النزول (Descente) إلى الاقتراب (Approach)، وأفترض عند هذه اللحظة تسلم قائد الطائرة زمام الأمور للهبوط النهائي على أرض مدرج مطار طرابلس العالمي. وتوجه للهبوط ولكن لسببٍ ما –ربما الإرهاق، أو حماسة الوصول لأرض الوطن والاجتماع للعائلة- لم يتبع قائد الطائرة بيانات الهبوط، ولم يضع في حسبانه إضافة حدود أمان، كان الاقتراب أبكر من منطقة الهبوط. والطائرة قريبة من الأرض، ولفقد الطائرة لقوة الرفع المثالية، كونها في مرحلة الهبوط، لم يكن بإمكان الطيار دفع محركاتها للعمل بأقصى قوتها والخروج من هذا الموقف، فكان أن وقعت الطائرة –وقوعاً-، وحدوث انفجار مكتوم.
وما يدعم هذه الفرضية:
- مساحة حطام الطائرة المحدد في مكان السقوط.
- لا وجود لأي أثر لانجرار بدن الطائرة على الأرض.
- سلامة بعض الأجزاء الطرفية للطائرة.
- تفرق أجزاء الطائرة إلى أجزاء صغيرة، ومما ساعد كون بعض الأجزاء مصنعة من المواد المركبة.
والله أعلم
تعليقات
رحم الله جميع موتى المسلمين في كل مكان و اي مكان
كنت اقرأ التحليل و اتخيل كل تفاصيله مما اشرعني بانه منطقي جدا وواقعي ... و اعرف انه مجرد تحليل منطقي من صاحب خبرة في الطيران ولا يعلم احد واقع ما حدث بالضبط ...
ولكنه تحليل يشعرك بالمنطقية جدا
اذكر ان الكابتن كان يزور الوالد رحمهما الله ... و كان يتردد دائما بعد وفاة والدي رحمه الله .. ولكن معرفتي به سطحية جدا لانني من النادر ما تواجدت عند زيارته بسبب سفر او خروج ... ولكنه كان انسانا طيبا ... و من الواجب ذكر محاسن موتانا ...
رحمهم الله جميعا و ارجو ان تدرس هذه الحالة ليتم تفادي الاخطاء التي وقعت فيها و تعلم الدرس منها و الاستفادة الكاملة من الامر
ومن يعلم ربما تكون هذه الفرضية و هذا التحليل هو الاصح من بين كل التحليلات المبدئية المنتشرة اليوم ...
شكرا لك
خالص تحياتي
وقفك الله
بارك ا
التحية لك
أشكر مرورك الكريم، وتعليقك الذي يعكس ما صرفت من وقت لقراءة ما سطرت.
هو كما قلت تحليل شخصي، وهي محاولة فقط لرفض ما يدور من كلام ولغط.
تقبل الله طاقم الطائرة في واسع رحمته
تحليل منطقي
كل من تحدث عن هدا الموضوع كان يرى ان خبرة الطيران للطيار وساعات الطيران ومكان التخرج والطيران الالي كلها سرير ينام عليه الطيار داخل الكابينة فلايحتاج معها الى تتبع عدادات وقراءت لابد ان يوظف فيها خبرته..
ارى ان بداية المشكلة كانت مع اللحظات الاخيرة للاقتراب من المهبط ..
اخطاء الطيران موجودة دائما ولايمكن تجاوزها ..
المشكلة ان هناك من حاول ان يجعل ان في الامر تدبير او ماشابه وفي مدونات ليبية
ولااعلم سر تشبتنا بنظرية المؤامرة وفوبيا المخاتبرات التي تعيش بيننا ..
الاخطاء واردة ولادخل لها بالخبرة التي لااستطيع ان الغيها لكن ورود الخطأ معها امر لايستطيع احد تجاهله..
والطيران هو المجال الوحيد الدي لايمكن فيه الاستفادة من خطأك
شكرا للتوضيح..
وكلام منطقي يفهمه الكل
احترامي
علي
أخي الكريم تحليلك عقلاني جداً بالذات أنه أتى من ذي أختصاص .
لكن استفساري هو وبالرغم من وجود نظام الالي للطيران أليس من الافضل وجود طاقمين لقيادة الطائرة كل طاقم يتولى نصف المسافة؟!!....
الله يرحم جميع المسلمين
شكراً لك
شكرا لك
في العادة يتم تقسيم العمل بين الطيار ومساعده، فالمساعد هو طيار أيضا ويمكنه التحليق بالطائرة. والأمر لا يحتاج طاقمين. إنما إدارة جيدة. وانتباه
تحياتي
شاكرا مرورك الكريم، لي تعليق واحد على ما علقت، وهو إنه في عالم الطيران يتم الاستفادة دائما من الأخطاء، وتصدر بها نشرات تعمم على الجميع للاستفادة القصوى منها. ولولا هذه الأخطاء لما وصل الطيران لما هو عليه الآن.
تحياتي
Everything you said made practical sense but SubhanAllah, no one can really know what happened. I have a feeling it was more a mechanical problem than anything else wa Allahu A3lam.
Allah yarham jamee3 mowta el muslimeen
I don't think that the problem was a technical, where modern aircrafts can detect any kind of faults and appear them as message front of the pilot on monitor or by release an alarm.
Whoever, Allah Yar7amhom Jame3an.
وتولد هدا الارتفاع فى الضغط فى مؤخرت الطائرة.
ودلك لان الانفجار اعنف فى مؤخرت الطائرة
يعنى ان الطائرة كانت كا وعاء مغلق فا انفجرت بسبب ارتفاع ضغط الهواء ولم يبقا الا الدفه الخلفية والاجنحة وهدى الاجزاء(الاجنحة والدفه الخلفية) ليست من الجزء المجوف لى الطائرة وهى لم تتاثر بى انفجار الهوائى
واورجح ان الجتت التى لم يعتر عليها الا اشلاء كانت جالسة فى مؤخرت الطائرة.
وان الطفل الناجى الوحيد كان جالس فى المقاعد الامامية لى الطائرة ولانا الطفل حجمه اقل من باقى الركاب فكانا تاتير الضغط عليه ليس كبيرا
لى الاضافة لى تعليقى الاخير حول الانفجار الناتج عن ارتفاع فى ضغط الهواء
هو ان الطائرة لايوجد بها اتار لى حريق او ماشابه الا الاجنحة شب بها الحريق لانا بها الوقود
وان الطائرة تحطمت قبل وصولها الى الارض بى لحضات قليلة جدا
والسبب فى ارتفاع الضغط الله اعلم
هدى وجت نضر فقط
شكرا
التحية والشكر لمرورك ولأسئلتك وحوارك.
انفجار الطائرة نتيجة للضغط الداخلي، أمر مستبعد جداً، ولا يمكن حدوثه، وإن حدث مثل هذا الأمر، فسيكون على ارتفاعات عالية، لأنه عند هذه الارتفاعات العالية يكون الضغط الخارجي أقل من ضغط الطائرة، والتي يرتفع فيها الضغط لراحة الركاب.
عند النزول إلى ارتفاعات أقل -أقل من 8000 قدم- في العادة يكون الضغط داخل وخارج الطائرة قريباً من بعضه، ولو حدث وانحبس الضغط داخل الطائرة، فما سيحدث العكس، أي سينكمش بدن الطائرة بدلاً من انفجاره.
الانفجار المكتوم هي محاولة مني لتقريب مفهوم Impact أو أحد مفاهيم الاصطدام بين جسمين، كون الطائرة عند الاصطدام كانت تتحرك بسرعة بينما الأرض ثابتة، أي سرعتها صفر، الأمر الذي ينتج عنه أن تمتص الطائرة طاقة الاصطدام.
أما بخصوص نجاة الطفل، فلأن كتلته صغيرة، الأمر الذي منحه الفرصة لأن يقع تحت تأثير الاصطدام.
والله أعلم
To be Honest, the Tripoli airport need check up (maintance), its old style, no body can deny that,
But i hope the one airport will solve all troble, i hope also give intensive cources for people who servics the new airport inshallah
once again, thank you for self opinion
No one can expect exactly the real events. but tomorrow will give us the truth.
thanks
شكرا على ردك
ان اعرف ان الطائرة وهى فى الجو الطغط فها اعلى من الخارج
بس تفسيلى لى انفجار بضغط الهواء ليس عاديا
اعتقد ان هناك شى ما داخل الطائرة
او من خارجها كا اسلاك كهرباء دو جهد متوسط 11KV مثلا
ولدارتفاع فى ضغط الهواء وبشكل عالى جدا ومفاجئ
شكرا لتواصلك واهتمامك بالموضوع.. مازلت أقول إن انفجار الطائرة نتيجة الضغط أمر مستبعد، وأيضا بسبب جهد التيار الكهربائي، لأن الكثير من منظمات الجهد والتيار موجودة في كل الأنظمة، مما يحد من ارتفاع الجهد والتيار الكهربائي.
على كل حال، الوقت كفيل بكشف الحقائق
والله أعلم
ان اقصد ان ادا الطائرة تعرضت الى اعمدة الكهرباء دو الجهد المتوسط ( Medium Voltage)11KV
هدا ولو حدث Electric arc بدوره يولد ارتفاع فى درجة الحراة داخل الطائرة وهوالشى الدى يودى الى ارتفاع ضغ الهواء فى داخل الطائرة
abdo awen
Electrical Engineer
والله اعلم
شكرا مرة تانية على اسلوبك الراقى
سعيد جدا بهذا التواصل الجميل المثمر، الذي يستفيد منه قراء المدونة.
بداية مسألة تعرض الطائرة لصدمة كهربائية، أمر ممكن الحدوث، لكن الطائرة مصممة بحيث يمكن لبدن الطائرة من تفريغ الشحنة.
بارك الله فيك
تحياتي
سؤال
هل يعمل هدا النضام static discharge لو لامست اسلاك الكهرياء 11KV عجلات الطائرة او القطع الهيدرولكية الموجودة اعلى العجلات
مع العلم ان الطائرة فى حالت هبوط
لا أكتم سعادي بهذا الحوار المثمر والجميل، وهذاالشكل الجميل للأسئلة والأجوبة.
بخصوص مفرغ الشحنات للكهرباء الساكنة(static discharge) لا يعمل على الأرض بل هو يعمل على تسريب الشحنات المتكونة على الطائرة أثناء التحليق حتى لا تؤثر على أجهزة الطائرة. وعند حط الطائرة بوزنها على الأرض، ثمة مفرغي شحنة عن مجموعة العجرات مهمتها تفريغ أي شحنة قد تكون على بدن الطائرة للأرض.
أما لو تعرضت الطائرة لصدمة كهربائية، فإن بدن الطائرة وأنظمتها مصممة لأن تكون المقاومة اقل ما يمكن حتى لا تؤثر هذه الصاعقة على الطائرة أو أي من أجهزتها.
والله أعلم
ان لم اقل انه يعمل على الارض بس حسب علمى انه يقوم بطرد الشحنة مباشة الى اقرب نقطة وهى الارض او سحابة اخرى
http://www.abunawaf.com/web/_uploads/IBRAHIM/ib23.gif
لاحض معى فى هدا اللنك كيف يتم توصيل الشحنة بى الارض
انى مقتنع بى كلامك المبنى على اساس علمى
ممكن ان قصت اسلاك الكهرباء تكون غير ممكنة
بس ان مصر على ان الطائرة تعرضت الى ارتفاع ضغط الهواء داخل الطائرة
وبارك الله فيك مرة تانية
أحييك على تواصلك المعرفي الجميل
بخصوص الرابط الذي ضمنت تعليقك السابق.. هذه الحالة مشهورة، وكنا درسناها. الطائرة كانت في مرحلة ما بعد الإقلاع، إي إنها قريبة من الأرض. وحال تعرضها لضربة البرق، كانت الأرض قريبة لتفريغ الشخنة. ولو لاحظت ان الصاعقة ضربت مقدمة الطائرة وخرجت من مخرتها، وهو المسار الذي صممت الطائرة على أساسه.
أما بخصوص الانفجار.. فربما
والله أعلم