وسط تضارب شديد في الروايات.. لجنة التحقيق تتسلم الصندوقين الأسودين


أويا – خاص


علمت أويا من مصدر مسؤول بمصلحة الطيران المدني الليبية أن لجنة التحقيق في ملابسات حادث الرحلة 771 والتي أعلن عنها أمين المواصلات والنقل محمد زيدان خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده صباح اليوم الأربعاء قد استلمت الصندوقين الأسودين لطائرة الخطوط الإفريقية المتحطمة، يأتي ذلك فيما تتضارب الأنباء عن الأسباب الرئيسة التي أدت إلى حادث التحطم.

وأفاد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع أويا أن لجنة التحقيق قد باشرت فعلياً فحص محتويات صندوق محادثات غرفة القيادة، وصندوق بيانات الرحلة، للكشف عن الأسباب التي أدت إلى سقوط الطائرة اليوم الأربعاء ( 6:00 ) صباحاً بمنطقة الرملة بمحلة المطار غرب المدرج الرئيس بمطار طرابلس العالمي، أثناء محاولة هبوطها الثانية.


يشار إلى أن الطائرة المنكوبة من طراز إيرباص 202-330، ذات محركين، طويلة المدى، قد خضعت لآخر فحص فني من نوع " A " بمركز صيانة الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا"، يوم 5 مارس/ الربيع، وقطعت ما مجموعه 1568 ساعة طيران بعد الفحص.



تضارب روايات

وتختلف الروايات حول أسباب الحادث، حيث حملت مصادر مطلعة أسباب تحطم الطائرة إلى شركة إيرباص، وفيما قد يفهم بأنه اتجاه الدولة الرسمي لتعزيز هذه الرواية، أعلن أمين المواصلات محمد زيدان خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح اليوم، عن استدعاء مندوب شركة إيرباص لبحث ملابسات الحادث.

واعتبرت هذه الرواية أن حادث التحطم الذي أدى إلى مصرع 103 أشخاص، كان ناجما عن خلل في محرك الطائرة.


وأفاد مصدر بالطيران المدني الليبي أن أسباب سقوط الطائرة ما تزال قيد الدراسة والبحث، في حين رجح أن تكون الأسباب وراء الحادث خطأ بشريا، أو خللا فنيا بالطائرة، مستبعداً أن يكون سوء الأحوال الجوية أو تعذر الرؤية ضمن قائمة الأسباب، أو قصور في التجهيزات الملاحية بالمطار، ضمن سيناريوهات الحادث.

ونفى مصدر مسؤول بمصلحة الطيران المدني الأنباء الواردة في وسائل الإعلام الدولية نقلاً عن وسائل إعلام محلية، بأن الحادث ناجم عن سوء أحوال جوية، مضيفاً أن عددا من الطائرات قد هبطت بالمدرج الوحيد في المطار قبل وبعد الحادث، وشدد على ضرورة استقاء الأنباء من مصادر موثقة.

وذهبت مصادر أخرى إلى أن تجهيزات مدرج الهبوط كانت قديمة، الأمر الذي أحدث اضطرابا عند هبوط الطائرة الليبية.



مسؤولية الكابتن!

وحملت هذه المصادر المسؤولية لمطار طرابلس العالمي، حيث أكدت أن الكابتن يوسف الساعدي كان قد وجه نداءات استغاثة لبرج المراقبة يطالب فيها بتجهيز سيارات مطافئ واسعاف، لكنه لم يتلق أية استجابة.


وفي رواية ثالثة حُملت مسؤولية الحادث للكابتن الساعدي حيث زعمت أنه لم يشغل المحرك الثاني عند الهبوط، مكتفيا بمحرك واحد وأنه لم يستجب لطلب برج المراقبة بعدم الهبوط لانعدام الرؤية. غير أن مراقبين فندوا هذه الرواية معتبرين أن الكابتن يوسف الساعدي يعد من بين أفضل الكوادر الليبية في الطيران.

يذكر أن الكابتن الساعدي من مواليد 1953، وقد تخرج من جامعة أكسفورد للطيران في 1978.


وبين تلك الروايات يشدد خبراء الطيران الجوي أنها تظل مجرد تكهنات وأن الرواية الحقيقية ستتضح بشكل كبير جدا عندما يتم الكشف عن محتويات الصندوقين الأسودين وما جرى في ساعة الصفر من محادثات بين طاقم الطائرة وبرج المراقبة.


تعليقات