تعليق على نتائج لجنة التحقيق بحادث طائرة الخطوط الأفريقية

بعد طول انتظار، جاء بيان لجنة التحقيق خالياً من أية نتائجٍ حقيقة، فقد قدم البيان الذي نشر عبر وسائل الأعلام، نقاطاً عامة لا تقدم صورة حقيقة عن الحادث، مكررة بعض ما قالته في أول أيام الحادث. والمطلع على البيان، يجده يذهب مباشرة باتجاه شركة الخطوط الأفريقية وطاقمها، حتى وإن قيل في بداية البيان ما يؤكد جهوزية الطاقم للعمل.

البيان لم يقدم النقاط المهمة، فصندوق تسجيل البيانات الخاص بالطائرة (Flight Data Recorder)، يمكنه تقديم صورة أكبر من مجرد كمية الوقود، ورصد الأعطال الفنية، فهو يقدم صورة مفصلة عن وضعية الطائرة، وسرعتها، ومستو التحليق، ووضعيات أسطح التحكم، وكل المعطيات الخاصة بالأنظمة وأي إجراء قام به طاقم الطائرة، حتى اللحظة الأخيرة. ويمكن من خلال هذه البيانات رسم مسار الرحلة بالكامل ومحاكاتها من خلال برامج خاصة بذلك.

كما إن مسجل صوت مقصورة القيادة (Cockpit Voice Recorder)، يقدم صورة واضحة عما يحدث داخلها، من خلال تسجيل انفعالات الطاقم، والأوامر التي تصدر، وأي لفظ يكون الطيار أو مساعده تلفظ به، لحظة الحادث. ويمكن بوضع كل من معطيات الصندوقين على خط زمني، في توازٍ، فهم ما حدث.

إن التحقيق الناجح في حوادث الطائرات، يقدم خدمة جليلة لقطاع النقل الجوي، فهو لا يقدم حقائق فقط، بقدر ما يقدم خطوات عملية للتقليل من حوادث الطيران. فمهما كانت الأسباب، الحقيقة تخدم خدمة، واعتراف أي طرف بمسؤوليته، يعكس مد مصداقيته وعمله من أجل الرفع من مستوى ما يقدم من خدمات. والله من وراء القصد.