طيران الإمارات: ارتفاع كلفة الوقود يدفع الناقلات إلى الإفلاس




حذرت طيران الإمارات، من إفلاس مزيد من الناقلات هذا العام، في ضوء ارتفاع تكلفة الوقود، والاقتصاد المتباطئ للأرباح. وقال تيم كلارك رئيس طيران الإمارات في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ الإخبارية، انه بالإمكان سرد قائمة من شركات الطيران التي تترنح على شفير الإفلاس أو انها أفلست بالفعل. ولو استمر الوضع على حاله حتى عيد الميلاد، أي بعد ثمانية أو تسعة أشهر فإننا سنرى أن الصناعة في مأزق خطير.
وكانت منظمة الطيران العالمي قالت هذا الأسبوع ان أرباح شركات الطيران ستنخفض 62% في 2012 إلى 3 مليارات دولار ما يوازي هامش 0.5% على المبيعات، مع ارتفاع أسعار البترول.

فاتورة
ووفقا لكلارك فإن فاتورة استهلاك طيران الإمارات من الوقود تشكل 45% من المصاريف، مرجحا ان تقفز "بمبلغ يمثل تحديا غير معقول" يناهز 1.7 مليار دولار في العام المنتهي في 31 مارس. وأضاف كلارك قائلا "قد يتراءى لك أنك ستربح، لكنك على المدى البعيد تخسر دائما. وعندما ندخل في باب المشتقات، مراهنين أيا كانت النتيجة مع الأطراف المقابلة التي تتحكم فعليا بأسعار الوقود في المقام الأول، لابد أن نسأل أنفسنا، هل هذا تصرف ذكي؟.
ويشار إلى أن أميركان أيرلاينز تعكف على إعادة هيكلة نفسها بعد تقديم طلب إشهار إفلاسها بموجب الفصل الثاني، كما أن كينغ فيشر أيرلاينز الهندية قد تفقد ترخيصها حيث تصارع في ضوء نقص السيولة وزيادة الخسائر. ويأتي ذلك بعد انهيار سبان أير ومقرها برشلونة في 27 يناير، أعقبتها الناقلة الهنغارية الوطنية مالي زد آر تي.

ضرورة إنقاذ بعض الناقلات
وأكد تيم كلارك على ضرورة إنقاذ بعض شركات الطيران الخاصة من قبل حكومات الدول التي تتخذها مقرا لها، رغم أن ذلك سيثير مسألة الدعم من جانب الاتحاد الأوروبي، وغيره من الأطراف. وفي الولايات المتحدة هناك احتمالات لمزيد من طلبات إشهار الإفلاس بموجب الفصل الثاني، فيما تواجه ناقلات اصغر تعمل في منطقة المحيط الهندي، وأفريقيا صعوبات.
وقال كلارك إن هذه هي نتيجة ارتفاع أسعار الوقود مضيفا ان الوقت حان كي ينظر الطرف الجالس هناك، المتحكم بأسعار الوقود، بمزيد من الجدية إلى الدمار الذي يلحقه، ليس بشركات الطيران فحسب، وإنما بالاقتصاد العالمي. وأكد أن الصناعة لا تحتمل زيادة أخرى بنسبة 10 أو 15% في أسعار الوقود، خاصة وأن نظام تجارة الانبعاث الكربوني الخاصة بالاتحاد الأوروبي سيضيف عبئا إضافيا على النفقات.
وقال إن فاتورة وقود طيران الإمارات، رغم أنها بقيت في حدود الميزانية، "انزلقت بشدة عن الخط الأدنى"، وهذا ما سيتضح في النتائج السنوية المزمع نشرها في الشهر القادم.

مشكلة أيه 380
وشهدت طيران الإمارات جثوم طائرات أيرباص أيه 380 في مرابضها بعد اكتشاف شقوق في أجنحتها. حيث ان 6 من الطائرات، التي تولد 50 ألف دولار في الساعة على مدى 15 ساعة في اليوم، هي خارج الخدمة بسبب الإصلاح، موقفة طاقما من 830 فردا و160 طيارا عن العمل ويتعين على الناقلة تعويض المسافرين الحاجزين مقاعدهم على رحلات تلك الطائرات.
وقال كلارك في هذا الصدد ان هذا الأمر كان له تأثير سلبي كبير خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة تقريبا، فمقدار خسائر الإيرادات حتى الآن بنحو 90 مليون دولار. وقال إن تلك الطائرات مليئة دائما. وهي تحظى بشعبية كبيرة. لكن هناك إلغاءات متعددة. ولذلك فإننا نضطر لمنحهم أميالا جوية، أو نعيد لهم نقودهم. إنها فعلا بلبلة.

لا توجه لمشتريات في أوروبا
أشار كلارك إلى ان طيران الإمارات فوتت فرصة الاستثمار في أير برلين، ثالث أكبر الناقلات الاقتصادية في أوروبا، التي بيعت إلى الاتحاد للطيران، قائلا" قررنا أنها ليست لنا".
وبالرغم من أن الخطوط الجوية القطرية ستشتري 35% من اختصاصية الشحن الجوي " كارغولوكس انترناشونال"، فإن رئيس طيران الإمارات قال إنه ليس مهتما بعمليات شراء في أوروبا أو غيرها، بعد أن أنهت عقد إدارة طال عقدا من الزمن مع الخطوط الجوية السريلانكية في 2008، إثر سعي حكومة ذلك البلد الآسيوي وراء مزيد من السيطرة على الشركة. وقال في هذا الإطار إن لدينا ما يكفينا من العمل دون الانغماس في إدارة شركات أخرى، حتى وإن كانت ذات صلة. فلقد كان لنا نصيب من ذلك في سريلانكا لمدة عشر سنين.


تعليقات