المحركات المثبتة للخلف - Rear-Mounted Engines

م. رامز النويصري



هو سؤال كثير التكرار: لماذا بعض الطائرات محركاتها على البدن في الخلف؟، وبعضها على الأجنحة؟.

ستكون الإجابة باختصار، إنها متطلبات التصميم. وإن المصمم هو من يقوم على دراسة الطائرة وتحديد شكلها العام وفقاً لمتطلبات الزبون أو السوق المراد عرض الطائرة فيه. ونكون أكثر توضيحاً، دعونا نبحث في الموضوع. ونقصد المحركات المثبتة في الخلف (Rear-Mounted Engines).



فلو أخذنا الطائرة فوكر 28 (Fokker 28) على سبيل المثال للدراسة، سنجد إنها طائرة متوسطة الحجم، قصيرة المدى، تستعمل للتنقل بين المدن بمدى لا يزيد عن (2000 كيلومتر).. وهذه الطائرة عملية كونها تحتوي على سلم كهربائي، لذا فهي غير مرتفعة كثيراً عن الأرض، وبدنها بالكامل مشغل بالركاب (بحد أقصى 85 راكب للطراز 4000)، والجزء الأسفل منه للحقائب والعفش. وهي طائرة تتمتع بسمعة جيدة جداً (أنتج منها 241 طائرة) كطائرة نقل ركاب، خاصة في المطارات الصغيرة. محركات هذه الطائرة موجودة في نهاية البدن، مثبتة إليه، ولو كانت مثبتة إلى الجناح، لكان ارتفاع البدن أكثر عن الأرض، وتبعاً لهذا سيتغير تصميم مجموعة العجلات الرئيسية (Main Landing Gear) وعجلة المقدمة (Nose Landing Gear)، وربما احتاجت الطائرة إلى سلم خارجي لتسهيل عملية دخول وخروج الركاب. والأهم إن تصميم الجناح سيتغير وسيكون أثقل لحمل وزن المحركات إضافة لوزن الوقود، وبالتالي سيكون من الواجب إعادة تصميم البدن ليلائم الجناح. وكنتيجة نرى: إن متطلبات التصميم لطائرة متوسطة الحجم نفاثة بمدى قصير، سيكون من الجدى أن يكون المحرك مثبتاً إلى بدن الطائرة في الخلف، عند مجموعة الذيل (Tail Group).


ولمزيد المعلومات، دعونا نبحث أكثر، بمعنى ما هي الضريبة التي تدفعها الطائرة نتيجة هذا التصميم، ليس طعناً، ولكن من المعروف إن لكل تصميم ثمة ضريبة تدفع من قبل الطائرة. ولنبدأ بأهم مميزات هذا التصميم؛
- أولها وكما ذكرنا آنفاً. أن الطيارة تكون أقرب للأرض، وتبعاً لذلك صغر حجم مجموعة العجلات وخفتها، وبالتالي لا تحتاج إلى منظومة تشغيل كبيرة عند التشغيل.
- يكون تصميم الجناح بسيطاً.  مخصص لحمل الوقود وأسطح التحكم وغيرها.
- انخفاض تأثير الأجسام الغريبة الموجودة على الأرض (FOD)، وإضرارها بالمحرك.
- انخفاض مستوى الضجيج بالنسبة لمقدمة الطائرة.
- يعمل على تقليل مساحة الزعنفة (Fin) والدفة (Rudder) في حال فقد عزم الخطران (Yowing) في حال فقد أحد المحركات. فمن الملاحظ إن المحرك لا يملك ذراع عزم للتأثير على الطائرة في حال فقد أحد المحركين.
- يكون الذيل على شكل (T-tail)، وهو ما يوفر للسطح الرافع (Elevator) انسياباً متدفقاً ومنتظماً حتى ند السرعات البسيطة، وبعيداً عن تأثير المحركات والأجنحة. كما إن هذا النوع من أشكال الذي، جيد جداً في حال التحليق المنزلق (Gliding) في حال فقد الدفع للطائرة.

أما عيوب هذا التصميم (أو الضريبة المدفوعة)، فيمكن تلخيصها في التالي؛
- سيكون من الواجب مد أنابيب التغذية إلى مؤخرة الطائرة لتزويد المحركات بالوقود، وهذا يعني إضافة أعباء على منظومة ضخ الوقود. وبرنامج صيانة خاص للمتابعة والمعاينة.
- وزن إضافي للذيل، يتمثل في تقوية الجزء الخلفي لحمل المحركات.
- تركز منطقة الضجيج في الخلف.
- وجود المحركات في الخلف، يعني تأرجح مركز ثقل الطائرة للخلف أيضاً، مما يؤدي إلى سهولة انهيار الطائرة (Stalling).
- لن يكون من السهل تثبيت محركات (High Bypass) إلى مؤخرة الطائرة.
- وفيما يخص الصيانة، لن يكون من السهل العمل على المحرك في خط الطيران (Line Maintenance) دون الاستعانة بدعامات أو سلالم.

أرجو أن أكون قدمت ولو صورة واضحة للموضع.

والله أعلم

تعليقات