رواتب عمّال الطيران بالمغرب تبلُغُ سُدُس نظيراتها بفرنسا

بعدمَا باتَ المغربُ قبلةً لمصنعِي الطيرَان كما السياراتِ، وأضحَى مصنعُ "تولوز" التابع لمجموعة "إيرباص" في بفرنسَا غيرَ قادرٍ على تلبية الطلبات لكثرتها، كانَ المغرب بحكمِ ما يرفلُ به من استقرارٍ في محيطٍ إقلِيمي مضطربٍ واحدًا من الدول المستعان بها على تأمين أجزاء مهمَّة تدخلُ في صناعة الطائرات.



قناة "تِي إِفْ 1" الفرنسيَّة انتقلتْ إلَى الدار البيضاء لتنقلَ صورًا من عدة مصانع تابعة "لإيرباص" في المغرب، وهُو الأمر الذِي يجعل كلَّ طائرةٍ من طراز "إيرباص" عبر العالم متضمنةً لقطعة جرى تصنيعها في المملكة، من المجموعة التي تسلمُ 600 طائرة سنويًّا، أيْ حوالَيْ طائرتين، يوميًّا.

القناة الفرنسية وقفتْ على تصنيع خزاناتٍ للأمتعة يتمُّ نقلها في فترةٍ لا تتجاوزُ اليومين إلى فرنسا، زيادةً على مقاعد مهيأة للدرجة الاقتصاديَّة كما لدرجة الأعمال الفخمة، ، الأمر الذِي حولَ المغرب إلى "قاعدةٍ خلفيَّة لصناعة الطيران الفرنسيَّة".

بيدَ أنَّه إلى جانب الطلب، ثمَّة عاملٌ آخر شجعَ الفرنسيِّين على الحلول بالمغرب يتمثل في أنَّ اليد العاملة أرخصُ بكثيرٍ من نظيرتها في فرنسا، وهُو ما تطرقت إليه القناة الفرنسية موردةً بونًا شاسعًا بين أجور فرنسا ونظيرتها بالمغرب، فإنْ كانتْ "إيربَاصْ" تدفعُ 1500 أورُو للعامل في تولوز فإنَّما تدفعُه للأجير المغربيِّ لا يتجاوز 2500 درهم، أيْ بـ6 مراتٍ أقل من فرنسا، لكنْ مع بادرةِ عمد معها مسؤولو الشركة إلى تمكين موظفيها من شراء أسهم لتشجيعهم على بذلِ المزيد.

القناة الفرنسيَّة وقفتْ على التكوين بأحد المعاهد التِي يجري بها إعداد العمال المستقبليين لمصانع الطيران، والتي تعتمدُ على مناهج تقترحها الشركات حسبَ حاجياتها تكون 600 تقنيٍّ كلَّ سنة، وهو رقمٌ يعول على مضاعفته خلال 3 سنوات، على اعتبار أنَّ شغلًا مضمونًا سيكون متاحًا أمام الطلبة حتَّى قبل نهاية التكوين بمقتضَى عقود عمل غير محددَة الأجل.

اليد العاملة المؤهَّلة والامتيازات الضريبيَّة ووضع المغرب مساطر ميسرَة لجلب المقاولات الأجنبيَّة لتحفيزها على الاستثمار في المملكة، عوامل ساهمتْ في تعزيز "المارد" الفرنسية حضوره في المغرب، سيمَا أنَّ تكلفة الإنتاج في المغرب أقلُّ من نظيرتها في فرنسا بـ30 في المائة، وهو بونٌ مهم حسبَ توماس كوربِيل مسؤول بـمصنع "بيستُون فرنسي". حيثُ أنَّ ما تمَّ اقتصادهُ في التكلفة بالمغرب ساعدَ على تطوير الانتاج في فرنسا، وفتحِ مصنعٍ جديد في منطقة بارِيس.



تعليقات