دفعت الزيادة المضطردة في أعداد المسافرين المسلمين
المستخدمين لمطار فرانكفورت الدولي، إدارة هذا المطار الألماني لمواكبة هذا
التطور، بإضافة ثلاثة مساجد صغيرة جديدة إلى المسجد الوحيد الموجود، ليصبح
عددها أربعة مصليات تستقطب سنويا -بحسب القائمين عليها- مسلمين ينتمون إلى
أكثر من 180 دولة.
ويقدر أورهان أوكال المشرف على هذه المساجد الأربعة في مطار
فرانكفورت، عدد المترددين عليها سنويا بنحو نصف مليون مسافر من بين أكثر من
خمسة ملايين راكب يستخدمون مطار فرانكفورت على مدار العام.
وقال أورهان -وهو ألماني من أصل تركي حاصل على مؤهل جامعي في
الدراسات الإسلامية- إنه لم يكن في المطار عند تعيينه فيه إماما قبل 15
عاما سوى المسجد الرئيسي الحالي الذي تأسس منذ ثلاثين عاما، ولم يكن يتردد
عليه حينها إلا عشرات المصلين من المسافرين والعاملين في المطار يوميا.
صلوات وركاب
وأوضح
أورهان أن المصليات الأربعة الحالية تتبع إدارة مطار فرانكفورت المتكفلة
بكافة نفقاتها ورواتب الموظفين المشرفين عليها، وذكر أن هذه المصليات تفتح
أبوابها على مدار الساعة يوميا لنحو مائتي شخص في المتوسط من المسافرين
والعاملين المسلمين بالمطار، وتقام صلاة الجمعة على مرتين، وتقدم في كل
صلاة خطبتان بالعربية والألمانية.
ويقع المصلى الرئيسي -والذي يطلق عليها اسم "مسجد"- في قاعة
الوصول الأولى بمطار فرانكفورت، وهو ما يجعله متاحا للمسافرين القادمين إلى
المطار وإضافة إلى من جاؤوا لاستقبالهم، وفيه متوضأ، وتدل عليه لافتات
عديدة موزعة داخل قاعة الوصول.
ويقسم المسجد من الداخل إلى غرفتين للرجال وركن خاص بالنساء،
على غرار ما هو موجود في المصليات الثلاثة الأخرى الموزعة على قاعات الوصول
والمغادرة في المطار.
وبداخله التقت الجزيرة نت بأشخاص من بلدان شتى جمعت بينهم
الصلاة، فقال حمزة إنه مرّ مع زوجته بالمصلى خلال توقفهما في فرانكفورت
برحلة عودتهما من بولندا إلى قازان (عاصمة بلدهما جمهورية تتارستان التابعة
للاتحاد الروسي).
وأشار حذيفة -وهو فتى ألماني من أصل مصري- إلى أنه جاء للصلاة
مع والده أثناء انتظارهما قريبهما القادم من القاهرة للعلاج في مستشفى
ألماني.
وأوضح عوض الطالب في جامعة شتوتغارت الألمانية أنه مرّ على
المصلى أثناء انتظاره طائرة ستنقله إلى القاهرة، حيث يتوجه منها إلى جزيرة
زنجبار في وطنه تنزانيا. ولم يختلف الأمر كثيرا عند أحمد عامل النظافة
التركي الذي استغل وقت راحته من ساعات العمل ليؤدي صلاة الظهر.
وأشار أورهان أوكال إمام المسجد إلى أن نشاط المساجد الأربعة
الصغيرة في المطار يتجاوز الصلوات الخمس إلى تنظيم إفطار جماعي يومي طوال
أيام شهر رمضان للمترددين عليها، وعمل برامج للمسافرين لأداء فريضة الحج.
ظاهرة منتشرةولم
تعد ظاهرة المساجد الصغيرة أو المصليات قاصرة على مطار فرانكفورت
وحده، فقد خصصت معظم المطارات الألمانية الكبرى مساحات داخلها للغرض نفسه.
ففي مطار دوسلدورف خصصت إدارته مساحة ثلاثين مترا مربعا لمصلى
متصل بمرافق للوضوء، للركاب المسلمين الذين قدّرت عدد مستخدمي المطار منهم
العام الماضي بأكثر من 65 ألفا، والعدد مرشح للزيادة بسبب وجود قاعة خاصة
بالطائرات المتجهة للشرق الأوسط والدول العربية.
وقالت إدارة مطار دوسلدورف إنها فرحة وفخورة بتأسيس هذا
المكان لخدمة الركاب المسلمين، خاصة سكان مدن ولاية شمال الراين، حيث يعيش
أكثر من مليون مسلم يمثلون أكبر تجمع منهم في ألمانيا.
وفي ولاية شمال الراين، حذا مطار كولونيا بون حذو مطار دوسلدورف وأسس
مكانا مماثلا للصلاة لركابه وعماله المسلمين استجابة لمساعي مجلس الأديان
في مدينة كولونيا، وتكرر الأمر نفسه في السنوات الأخيرة في أربعة من
المطارات الألمانية الكبيرة هي ميونيخ وبريمن وهانوفر وشتوتغارت، التي
تعاونت مع المسلمين المقيمين فيها بتأسيس مصليات داخل قاعات الاستقبال
والهبوط.
تعليقات