دراسة التحليل التقني لحوادث الطيران

منذ بدء الطيران بدأت معه حوادث  الطائرات حتى إن كل الأساطير الإغريقية وحتى العربية التي تحدثت عن بداية محاولة الطيران للإنسان كانت نهايتها موت البطل .




أول حادث لطائرة ميكانيكية تعمل بقوة المحرك وكان ضحيته إنسان عام 1908 لضابط في سلاح الإشارة في الجيش الأمريكي كان يختبر الفوائد العسكرية لطائرة الإخوان رايت , وتوالت بعدها حوادث الطيران المدني والعسكري على مر السنين التي مرت وفي كل مرة يحاول فيها  الطيارين من إلصاق السبب على الجانب الفني وبالمقابل يعمل المهندسين على تبرئة ساحتهم من هذه التهم بالتحليل العلمي والفني , وهو ماسنحاول إبراز بعض جوانبه في هذه البحث , ولكن قبل إن نبدأ لابد إن نتعرف على مفهومين مهمين وهما :
الحدث الذي يصيب الطائرة ويحصل فيها ضرر جزئي بجسمها أو محركها أو في إحدى منظوماتها دون أن تصيب الطيار أو الركاب وممتلكاتهم.
 الحادث فيختلف عن الحدث كون يعبر به عن تحطم كلي أو جزئي للطائرة مما يسبب خسائر بالأرواح والممتلكات. 


لقد ازداد معدل سقوط الطائرات بصورة مريبة تدعو إلى ضرورة الوقوف عندها والبحث عن الأسباب التي أدت إلى ذلك , فقد ارتفع معدل حوادث الطائرات عن ما كانت عليه قبل عدة سنوات، وتم تصنيف الحوادث الأخيرة بأن معظمها يرجع إلى فقدان السيطرة على الطائرة، وأخرى تتعلق بأخطاء فادحة من قبل الطاقم، ومنها ما يتعلق بقدم عهد الطائرات , مما تؤدي حوادث الطيران هذه إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة ,حيث تبرز حينها عدة تسأولات على المختصين معرفتها للبدء بإجراءات التحقيق وهذه التساؤلات هي : 
ا . عدد المصابين والمتوفين نتيجة الحادث. 
ب . قيمة الخسائر المادية.  
ج . الجهد والوقت والمال المطلوبة لإصلاح وتعويض الخسائر. 
د .  كلفة علاج المصابين وحجم التعويضات لذوي المتوفين .
هذه التسأولات تمكنا من وضع تصور أولي للحادث الجوي ومدى فضاعت الخسائر التي حصلت سواء بالأشخاص أو الأجهزة وحتى المال سواء العام أو الخاص, بعدها نبدأ بتشكيل لجنة تحقيقيه مؤلفة من خبراء بصفة مستشارين (طيارين ومهندسين) مشهود لهم كفاءتهم في مجال علوم الطيران  لتحليل أسباب الحادث لتلافي تكراره بالمستقبل وكما سنبين عدد ومهام أعضائها لاحقا.

التدابير الأولية عند وقوع حادث أو واقعة
أن تحديد التدابير الأولوية التي يمكن اتخاذها عند وقوع حادث، تعتمد على بلاغ سلطة الطيران بمنطقة الحادث عن الحادث إلى مكتب التحقيقات الخاص في حوادث ووقائع الطائرات، تقوم هذه السلطة من وضع حراسة على الطائرة المنكوبة وتشمل إجراءات الحماية التي من شأنها تفادي أي إتلاف إضافي ومنع دخول أشخاص غير المرخص لهم للطائرة ومنع عمليات النهب أو التخريب.
وبعدها تقوم بجمع وحفظ الأدلة وخاصة الحفظ بواسطة التصوير الفوتوغرافي أو غيره من الوسائل، لكل الدلائل القابلة للإزالة أو الطمس أو الفقدان أو الإتلاف, والتعرف على الشهود لأخذ أسماؤهم وصفاتهم وكل البيانات التي تمكن من التعرف عليهم والاتصال بهم كلما اقتضت الضرورة ذلك ، وتيسير دخول المحققين الفنيين إلى الطائرة أو إلى حطامها إثر انتهاء عمليات الإنقاذ الأولي, لكتابة التقرير الخاص بالمعطيات الفنية المتعلقة بالطائرة والمعطيات المتعلقة بالطاقم المعنيين بالحادث أو الواقعة، إضافة إلى المعطيات المتوفرة حول ملابسات الحادث أو الواقعة.
أسباب حوادث وأحداث الطيران 
يمكن تحديد أسباب حوادث وأحداث الطيران بأحد الجوانب التالية
ا . أسباب بشرية 
أولا . خطأ فني يحصل أثناء التفاتيش او التحضير اليومي للطائرة.  
ثانيا . تصرف خاطئ من قبل قائد الطائرة أو الفنيين الأرضيين .
ثالثا . أخطاء الرقابة الجوية .

ب . الظروف الجوية والبيئية 
أولا . سوء أحوال جوية مفاجئة. 
ثانيا . اضطرار الطيار للدخول في أجواء رديئة. 

ج .  خلل بالطائرة أو أحدى منظوماتها 
أولا . أسباب تصنيعية. 
ثانيا . أعطال مفاجئة .

د . ظروف خارجة عن الإرادة 
أولا . دخول الطيور في المحركات أو الاصطدام بها أثناء الإقلاع أو الهبوط. 
ثانيا . دخول أجسام غريبة. 

ه . التعرض لأحد الحالات التالية 
أولا . عمل إرهابي. 
ثانيا . ضربة جوية أو أرضية مقصودة أو عن طريق الخطأ. 

من خلال عدة دراسات تحليلية أجريت لأسباب حوادث وأحداث الطيران تبين من خلالها أن أعلى نسبة تقع لأسباب بشرية واقل منها نسبة تقع لأسباب فنية ونسبة قليلة جدا تقع لأسباب أخرى خارجة عن إرادة الإنسان , لقد اتجهت أصابع الاتهام في التحقيقات في عدد 
كبير من حوادث الطائرات إلى سوء الفهم للتعليمات الصادرة من مراقبي الحركة الجوية لقائدي الطائرات المنكوبة أو العكس وذلك نتيجة عدم الالتزام باستخدام الأنماط اللغوية المتعارف عليها في أسلوب التخاطب باللغة الإنجليزية كلغة مشتركة أو عدم الإلمام بالقواعد المعروفة لهذه اللغة العالمية, إن أسلوب التخاطب خلال العمليات الجوية أمر حساس وحيوي ويتطلب الكثير من الدقة في التعبير , أن الطائرة في إدارة الفريق يؤثر بشكل كبير على مستوى التواصل بين أعضاء فريق القيادة من حيث انسيابية ومنطقية الحديث بينهم، وإذا ما كان قائد الطائرة يتصف بالتغطرس والديكتاتورية فإن ذلك سوف يؤثر سلباً على التواصل بين هذا الفريق، أما إذا اتصف بعدم الحزم والتساهل اتسمت الأقوال والأفعال بالغموض وعدم الدقة مما يسمح بتعدد المعاني وهو ما يؤدي إلى المشاكل، 
أعضاء لجنة التحقيق بحوادث الطيران 
إن عملية البحث والتحليل والتقصي عن أسباب الحوادث والأحداث تعتبر من أصعب العمليات ويجب إن يقوم بها لجان تقصي متخصصة محايدة مؤلفة من عدد كبير من خبراء متخصصون في مختلف المجالات الجوية والأرضية وتضم : 

- طيار واحد وملاح
- مهندس ميكانيك
- مهندس كهرباء 
- مهندس خدمات أرضية 
- ممثل عن السيطرة الجوية 
- ممثل من دائرة سلامة الطيران 
- ممثل عن شركة التامين 
- ممثل عن هيئة الطيران المدني 
- ممثل عن دائرة امن المطار 

خطوات  تحليل حوادث  الطيران 
تقوم هذه اللجنة بالإجراءات التالية : 
أولا . الإبلاغ الفوري عن الحادث إلى كل الجهات المسئولة . 
ثانيا . البدء بجمع كل المعلومات عن الطائرة المنكوبة من كتب ووثائق خاصة بها. 
ثالثا . أخذ التسجيلات الخاصة بالمعلومات المساعدة وتشمل: 
ـــ حالة الجو في منطقة الحادث . 
ـــ أسماء طاقم الطائرة وركابها وحمولتها. 
ـــ موقع حطام الطائرة.
ـــ جميع أوامر الطيران واتصالاتها مع برج السيطرة الجوية بالإضافة إلى سير خط الرحلة.
رابعا . التحرك فوا إلى القاعدة الجوية أو المطار  والقيام بجمع الوثائق الخاصة بالطائرة والتأكد من : 
ـــ إدامة سجل الطائرة الفني بإدراج جميع المعلومات الخاصة بجسم الطائرة ومحركاتها. 
ـــ تنفيذ كافة التحسينات الفنية الخاصة بالطائرة.  
ـــ تنفيذ التفاتيش الدورية في أوقاتها المحددة لغاية أخر طلعة جوية ومنفذة من قبل متخصصين .  
ـــ جميع الوثائق منظمة ، لا يوجد فيها حك ولا شطب ، والأعمال المنفذة معززة  بتواقيع وأسماء واضحة ، والمعلومات دقيقة ومنجزة بانتظام.

واجبات اللجنة الفنية  بموقع الحادث 
ـــ إحاطة منطقة الحطام بحراسة مشددة من عناصر أمنية وسيارات إطفاء الحريق والتأكيد على منع جميع الأشخاص من الدخول إلى منطقة الحادث لغرض حماية الدلائل والمعلومات. 
ـــ تصوير حطام الطائرة من عدة اتجاهات بشكل واضح. 
ـــ البحث عن الصندوق الأسود ومسجل المكالمات الاحتفاظ بهما لغرض التحليل . 
ـــ اخذ عينات من الوقود والزيوت والأوكسجين إن أمكن ذلك لغرض المطابقة مع ما هو موجود في عربات ومعدات الخدمات الأرضية والاحتفاظ بهذه المعدات إلى أن تظهر نتائج الفحص والمطابقة. 
ـــ وضع خرائط الحطام والمحافظة على الدلائل والعلامات وتحديد تضاريس الأرض ومناخ المنطقة التي حصل بها الحادث. 
ـــ أخذ أقوال المهندسين المختصين على الطائرة المنكوبة لمعرفة رأيهم بالحادث.
ـــ تسجيل معلومات من داخل الحطام وخصوصا أوضاع السويجات الكهربائية  وقراءات عدادات الموجودة بكابينة الطائرة. 
وبعد ذلك يبدأ التحضير لمتطلبات نقل الحطام من خلال الإجراءات التالية  : 
( 1 ) تهيئة الكرينات ( الرافعات) المناسبة لرفع الحطام. 
( 2 ) تهيئة الفنين المتخصصين بتحميل الحطام مع الشاحنات المناسبة لتحميل الحطام مع معدات الربط الخاصة لغرض نقلها الى المكان المخصص لها في المطار.
ـــ التأكيد على وجود المستلزمات التالية  : 
( 1 ) ملابس عمل. 
( 2 ) قفازات يد ثقيلة .
( 3 ) ورق بياني وكإمرة فيدوية مع فلاش. 
( 4 ) علبة أدوات هندسية .
( 5 ) جهاز قياس وعدسة تكبير .
( 6 ) عدة عمل يدوية متكاملة، مقص حديدي، سكين قطع، معدات إنارة ليلية. 
( 7 ) عدة إسعافات أولية .
ـــ عند رسم خارطة الحطام يجب تثبيت ما يلي : 
( 1 ) زاوية الارتطام بالأرض والسرعة التقريبية للارتطام .
( 2 ) وضعية الطائرة وحالة الوقوف .
( 3 ) تسلسل تحطم الأجزاء بحسب الانتشار في محيط المنطقة. 
ـــ تحديد علامات ومناطق الحريق الناتج عن الارتطام بالأرض. 

واجبات اللجنة الفنية داخل مكان خزن الحطام

ـــ بعد الوصول الى مكان حفظ الحطام يبدأ بترتيب وضع الحطام والبدء بالدراسة والتحليل من خلال إعداد مخطط توزيع الحطام  لضمان دقة الانجاز وهناك طريقتين لرسم مخطط الحطام : 
أولا . الطريقة الأولى: 
تستعمل عادة لتركيز الحطام في مساحة صغيرة فيتم قياس الاتجاه والمسافة من نقطة مركزية إلى الأجزاء المعلومة والمعرفة ويحبذ استخدام جهاز المساحة ومسطرة معدنية . 
ثانيا . الطريقة الثانية : 
وتستعمل برسم خطا أساسيا يمثل خط الرحلة ثم يتم رسم خط قاعدة عمود على الخط الأساس من نقطة الاصطدام الابتدائية . تؤشر مسافة ( 50 ) م على الخط الأساس ثم يوضع علم عند كل جزء من أجزاء الحطام ويمكن استخدام القضبان لغرض التعليم بحسب تسلسل الحروف الأبجدية وهذه الطريقة تساعد على تحديد مواقع الأجزاء المختارة من الحطام بشكل مضبوط والمواقع التقريبية لجميع أجزاء الحطام الأخرى . 

جميع مخططات توزيع الحطام يجب أن تتضمن ما يلي: 

( 1 ) اتجاه الشمال المغناطيسي .
( 2 ) مقياس الرسم. 
( 3 ) تحديد نقطة الاصطدام بالأرض .
( 5 ) تحديد مواقع وتأشير كافة الأجزاء الكبيرة من حطام الطائرة. 
( 6 ) تحديد وتأشير الخط المركزي لحركة الحطام. 
( 7 ) تحديد مواقع أفراد الطاقم وبقية الضحايا .
( 8 ) جميع العلامات المميزة على الأرض الناتجة عن الحادث مثل موقع الحريق الناشب وشكله وحجمه وانسكاب السوائل وأنوعها. 
( 9 ) عمل مقطع مخطط الحطام إذا كان ذلك ضروريا .
( 10 ) إذا كانت الخارطة النهائية كبيرة يمكن تصغيرها إلى الحجم المطلوب أو تجزئتها . 

نبدأ بعدها من تصوير مواقع وأجزاء الحطام  للمساعدة في إثبات البراهين اللازمة أثناء إعداد التقرير النهائي لتوضيح علامات الأسباب المؤدية للحادث , من خلال أسبقيات للتصوير تتضمن ما يلي : 
- تصوير علامات التحرك وتشمل جميع أجزاء الحطام القابلة للإزالة أو التغيير أو الإخفاء مثل أوضاع المفاتيح الخاصة باللوحات الكهربائية والميكانيكية وقراءات عدادات الكابينة ومواضع ضابطات الوقود وعناصر التحكم بعمل محركات الطائرة ومفاتيح تردد المنظومات اللاسلكية والراديوية وعناصر التحكم بالمنظومة الهيدروليكية وعناصر التحكم بأوضاع العجلات وجميع المنظومات التي تؤثر على سلامة الطيران .
- إجراء تصوير جوي فوري بعد الحادث مباشرة قبل إن تزال أية علامات على أن تؤخذ من الاتجاهات الأربعة وعلى طول خط الطيران في محيط منطقة الحطام. 
- تصوير الأجزاء الرئيسية للحطام ووضع الملاحظات والعلامات المهمة إزاء الأجزاء المتضررة .
- صورة شاملة لمجمل منطقة انتشار الحطام وتحديد العلامات الأرضية .
- تصوير شهود العيان في منطقة الحادث والاستماع لإفاداتهم وتدوينها بالصوت والصورة .

واجبات لجنة التحقيق إذا كان هناك ناجين من الحادث 

- الاحتفاظ بجميع الناجين في أماكن تواجدهم إن كانوا في المستشفيات أو خارجها ومنع أية جهة رسمية أو وغير رسمية وجميع وسائل الإعلام من الاختلاط بهم قبل الاستماع لأقوالهم وتدوينها بالصوت والصورة ولا يفك هذا التقييد إلا بأمر وقرار مكتوب من رئيس لجنة التقصي . 
- الاستماع إلى أقوالهم وتدوينها بالصوت والصورة 
- اخذ إفادة الأطباء المعالجين وتقارير الإصابات الفورية للناجين والإضرار الجسمية والوضع النفسي لكل منهم . 

كيفية استخرج المعلومات من الصندوق الأسود وتحليلها 

كما نعلم توجد في الطائرة عدد من المسجلات منها جهاز تسجيل المعلومات وبارامترات الطيران والذي يمكن أن يسجل بحدود الـ (200 ) معلومة أو أكثر، ومسجل صوتي يسجل جميع المكالمات والمحادثة الداخلية والخارجية لأفراد الطاقم فيما بينهم وبين المحطات الأرضية أثناء الطيران وبرج المراقبة أثناء عمليات الهبوط والإقلاع . 
تقوم لجنة التقصي بالإشراف على استخراج وتحليل المعلومات المسجلة في هذه الأفلام في المختبر المختص والحصول على تقرير مفصل يحتوي على جميع المعلومات لأخر ( 48 ) ساعة.

كتابة التقرير النهائي 

بعد ان تتخذ كافة الإجراءات يتم مراجعة كافة التقارير والوثائق والصور والوصول إلى قناعة منطقية معينة يكتب مسودة التقرير النهائي حول الحادث لغرض إقراره وتعميمه إلى جميع الجهات ذات العلاقة لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحسب التوصيات الواردة في التقرير . 
يجب أن يتضمن التقرير النقاط التالية: 
- نوع الحادث 
- تاريخ الواقعة ومكانها 
- . ملخص الحادث 
- الحالة الجوية 
- معلومات عن طاقم الطائرة وساعات الطيران لكل منهم والتقييم والكفاءة 
- إجراءات لجنة التقصي والتحليل بالتفصيل موضحا ومدعما بالمرفقات 
- الاستنتاجات المنطقية المؤيدة بالبراهين 
- الأسباب المساعدة على وقوع الحادث 
- إصدار الأوامر والتوصيات 

حادثة طائرة وزير الدفاع العراقي السابق
الطائرة المروحية لوزير الدفاع العراقي السابق عدنان خير الله التي تحطمت كانت امريكية الصنع  من طراز البيل 214 ( BELL=214ST) خاصة بنقل الشخصيات (VIP) والاستطلاع الجوي وكانت حديثة الصنع ودخلت الخدمة للعراق ببداية الثمانينات بعقد مع الولايات المتحدة الامريكية يشمل 45 مروحية وادوات احتياطية وتدريب ومعدات اختيارية اهمها الرادار الجوي الذي هو موضوع حديثنا وكما سابينه لاحقا, وتم اختيار اكفأ الطيارين والمهندسين والفنيين لارسالهم الى امريكا لغرض التدريب وكانوا على قدر من المسئولية والكفاءة التي اشهد لهم فيها.

وبالعودة الى يوم الحادث كان فيها الوزير مع الرئيس وعوائلهم باحد مصايف شمالنا الجميل ولسبب ما ترك الوزير الجميع واراد ان يرجع الى بغداد ( الحديث لاحد مسئولي الحماية معهم) وحسب ماجاء بتقرير اللجنة التحقيقية الخاصة بالحادث, انه وفي تمام الساعة الخامسة عصرا من يوم 5\5\1989 (ليلة عيد الاضحى) غادر وزير الدفاع العراقي الاسبق عدنان خير الله مصيف أشاوه بدهوك متجها الى بغداد بطائرة مروحية من طراز bell 214 –st امريكية الصنع وبالساعة السادسة والربع مساءا سقطت الطائرة في منطقة قرب الكوير وهي تابعة لقضاء شيخان وأذيع الخبر على التلفزيون العراقي الساعة العاشرة مساءا.
وكان التقرير النهائي أشار إلى أن سبب تحطم مروحية الوزير نتيجة هبوب عاصفة شديدة في منطقة قرب الكوير وهي تابعة لقضاء شيخان والوزير هو الذي كان يقود المروحية ( حيث انه طيار وله ساعات طيران على هذا النوع من المروحيات وأنواع أخرى) وكان الوقت يميل إلى الغروب وتحديدا الساعة السادسة والربع مساءا , وطالب التقرير بفتح تحقيق فني بخصوص عدم تشغيل منظومة الرادار الجوي للطائرة , وبالفعل تم فتح التحقيق واخذ شهادات المهندسين العاملين على هذا النوع من المروحيات أكدوا جميعهم على أن المنظومة هي من أجزاء الموجودة في المروحية وتم تدريب الفنيين أصحاب الاختصاص عليها في أمريكا ولكن عند جلب الطائرات كانت المنظومة غير عاملة , مما أثار شبهات فساد لصفقة شراءها , حيث تم انتداب لجنة فنية متخصصة لبيان سبب عدم اشتغال المنظومة, أكدت بعد إتمام إجراءات الفحص عن عدم وجود كارت التشغيل الخاص بالمنظومة وهو السبب الرئيسي لعدم عملها مما جعلت اللجنة توصي بإدانة بعض الأشخاص المسئولين عن العقد,  وأصبح هذا التقرير متداول في حينها للنقاش والتحليل العلمي والفني ببننا  كمهندسين .
فلو كانت هذه المنظومة عاملة أثناء هبوب العاصفة لكانت أجرت عملية مسح جوي بالاعتماد على أجهزة استشعار خاصة  لتحديد بيانات تتعلق بالرطوبة، ودرجة الحرارة، وبيانات أخرى خاصة بالعواصف التي تقابلها وتقوم من خلال أجهزة الكمبيوتر في المروحية بالدخول إلى منطقة “الاحتمالات المتوقعة” للمخاطر الخارجية لدائرة قطرها بضعة كيلومترات حول وإمام وتحت الطائرة والمناطق المحيطة بالمروحية من خلال ذراع توجيه وعرض هذه البيانات داخل كابينة الطيار من خلال شاشة تظهر عليها كل هذه التنبيهات والتحذيرات ليتخذ الطيار الإجراءات المناسبة لمنع دخول المروحية منطقة خطرة  والانحراف بها بعيدا عن موقع العاصفة,  ومن خصائص هذه التقنيات  إطلاق تحذير عند إمكانية دخول المطر إلى مجال عمل أشعة الرادار بالمروحية، مما قد يتسبب في تشويه قراءة البيانات الخاصة بعمل جميع منظومات المروحية الأخرى, لذلك تعتبر مهمة ومفيدة عند الطيران في محيط ملئ بنشاط للعواصف الرعدية الشديدة.
هذه هي المعلومات التي احتفظ بها بذاكرتي عن حادث تحطم مروحية وزير الدفاع العراقي الأسبق عدنان خير الله  من خلال عملي في ذات مكان عمل اللجنة الفنية الخاصة بهذا الحادث  ( مطار الصويرة ) .

بعض حوادث لنوع واحد من الطائرات المدنية البوينغ 737
تعتبر طائرة البوينغ 737 من أكثر الطائرات رواجا وإنتاجا في العالم، وأقلها تكلفة في التشغيل وأعلاها اقتصادية وأنتج منها حتى الآن ما يفوق 7 آلاف طائرة , إلا أن سجلها في الحوادث يعد الأعلى حتى الآن, وسنسرد بعضا من آخر الحوادث التي تعرضت لها هذه الطائرة .

عام 2000
19 إبريل.. سقوط طائرة بوينغ 737-200 تابعة للخطوط الجوية الفلبينية قبيل الهبوط ومقتل جميع ركابها الـ 131
17 يوليو.. سقوط طائرة بوينغ 737-200 تابعة لشركة «ألاينس إير» في الهند قبيل الهبوط ومقتل 55 كانوا على متنها إلى جانب 4 أشخاص كانوا على الأرض.

عام 2002
7 مايو.. سقوط طائرة بوينغ 737-500 تابعة لمصر للطيران أثناء محاولتها الهبوط في تونس ونجاة جميع ركابها والطاقم .

عام 2003
6 مارس.. سقوط طائرة بوينغ 737 جزائرية فور إقلاعها مخلفة 102 قتيل.
8 يوليو.. سقوط طائرة بوينغ 737 في السودان فور إقلاعها مخلفة 151 قتيلا بينما نجا واحد فقط وهو طفل صغير.

عام 2004
3 يناير.. سقوط طائرة بوينغ 737 تابعة لشركة فلاش إير بعد إقلاعها بقليل ومقتل 141 ممن كانوا على متنها.

عام 2005
3 فبراير.. سقوط طائرة بوينغ 737 أفغانية ومقتل جميع ركابها 104.
14 أغسطس.. سقوط طائرة بوينغ 737 تابعة لشركة هيليوس القبرصية نتيجة انخفاض الضغط في الكابينة ومقتل جميع ركابها 121.
23 أغسطس.. سقوط طائرة بوينغ 737-200 في بيرو ومقتل 40 من ركابها بينما نجا 58.
5 سبتمبر.. سقوط طائرة بوينغ 737 في إندونيسيا فور إقلاعها ومقتل جميع من كانوا على متنها إلى جانب عدد ممن كانوا على الأرض.

عام 2006
29 سبتمبر.. سقوط طائرة بوينغ 737 تابعة لشركة «غول» البرازيلية إثر اصطدامها في الجو مع طائرة أخرى ومقتل 154 من كانوا على متنها.

عام 2007
1 يناير.. سقوط طائرة بوينغ 737-400 تابعة لشركة آدم إير الأندونيسية ومقتل 102 من كانوا على متنها
5 مايو.. سقوط طائرة بوينغ 737-800 تابعة لشركة الطيران الكينية في الكاميرون ومقتل 114 من كانوا على متنها.

عام 2008
24 أغسطس.. سقوط طائرة بوينغ 737 فور إقلاعها في جمهورية قرغيزستان ومقتل 68. 
14 سبتمبر.. سقوط طائرة بوينغ 737 روسية ومقتل جميع من كانوا على متنها.

""" منقول من جريدة القبس الكويتية """
الوقاية من الحوادث والأحداث : 
إن هدف الوقاية من الحوادث والأحداث هو لحماية عناصر الإنتاج الثلاث ( القوى البشرية العاملة ، المعدات والأدوات والآلات ، الممتلكات والمواد العامة والخاصة ) وكذلك لتحسين ظروف وبيئة العمل وذلك من خلال تطبيق أنظمة وإجراءات محددة تؤدي إلىمنع أو القليل من وقوع الحوادث والأحداث ومنع تكرارها . 
كما أن للجنة تقصي الحقائق الفنية الدور الكبير في تقديم التحليلات المفصلة لأسباب الحوادث والأحداث وتحديد نقاط الضعف في جوانب سلامة الطيران التي أدت إلى وقوعها ووضع الحلول والمعالجات وإصدار التوجيهات لتنفيذها بغية عدم تكرارها.
_________________

تعليقات