باتت الحالة النفسية للطيارين والطاقم المصاحب لهم على متن
الطائرات تشغل حيزا كبيرا من اهتمام شركات الطيران العالمية عقب الحادث
الذي أصاب طائرة «جيرمان وينغز» الألمانية الأخير، والذي تسبب فيه عمدا
طيار يعاني من اكتئاب لم يكن ظاهرا للمسؤولين عنه.
وقالت صحيفة «لوبوان» الفرنسية في تقرير أعدته إن أنظمة تشديد
الاختبارات النفسية والعصبية للطيارين والطاقم المصاحب تأخذ اشكالا مختلفة
من شركة طيران لأخرى، وذلك إما عبر استبيانات أو زيارات طبية مفاجئة أو
إجراءات تحري عبر البطاقات الصحية عن وجود عمليات شراء لأي أدوية أو عقاقير
محذورة من قبل البيانات المسجلة بالصيادلة، فيما ذهبت شركات أخرى للتحري
عن أمراض عصبية وراثية في التاريخ العائلي لموظفيها.
وتابعت إن شركة طيران الامارات، لديها نظام محكم لتتبع الحالة النفسية
للطيارين، من خلال دقة مواعيد حضورهم، فضلا عن إخضاعهم لاستبيان باللمس على
شاشات مخصصة للتأكد من لياقته النفسية والجسدية، وما إذا كان مرهقا أو
يعاني من أي إجهاد او تحت تأثير أي كحوليات أو أدوية طبية من الممكن
التأثير عليه، مع وجود عقوبة إنهاء الخدمة في حال إدلاء أي من الطيارين
بإجابات غير صحيحة أثناء الاستبيان.
وفي ألمانيا، قامت شركة «لوفتهانزا» بوضع أنظمة اختبارات مفاجئة لأطقم
الطائرات، وزيارات طبية مفاجئة للكشف عن تعاطي لأي دواء مضاد للاكتئاب أو
كحول أو غيره ، فيما اتجهت فرنسا لتتبع بيانات أطقم عمل الطائرات المسجلة
على البطاقات الصحية من قبل الصيادلة لمعرفة ما إذا تم شراء أي عقاقير
محظورة.
وأضافت الصحيفة الفرنسية إن الهاجس الذي أصبح مسيطرا على شركات الطيران
بشأن إصابة أيا من طاقم العمل على متن طائراتها بحالات اكتئاب جاء نتيجة
تأتي عمليات حوادث تحطم طائرات تسبب فيها طيارون عمدا، واخرها حادث «جيرمان
وينغز» الألمانية، وهو ما لفت الانتباه إلى ضرورة إيجاد أنظمة للتحري
والكشف المبكر عن وجود أي إصابات أو حتى أمراض عصبية وراثية لدى عائلات
اطقم الطائرة.
وأشارت إلى أن التشديدات بالشركات الأوروبية نتيجة وقوع حوادث بها جاءت
مكثفة فيما أعلنت خطوط جوية أمريكية عن إجرائها تقييم ومراجعات للحالة
العقلية والعصبية والنفسية لجميع موظفيها، سواء طيارين أو مضيفين.
تعليقات