عن المصدر |
تعتزم بريطانيا بناء شبكة من أجهزة
رصد سحب الرماد البركاني في شتى أرجاء البلاد بغية المساعدة في منع تلك
السحب من إغلاق المجال الجوي الأوروبي.
وكانت سحابة من الرماد الناتجة عن بركان ايافياكوتيا في ايسلندا عام 2010 قد دفعت شركات الطيران إلى إلغاء العديد من الرحلات جوية.
واتهمت
بعض شركات الطيران والسياسيون سلطات الطيران في البلاد وهيئة الأرصاد
الجوية البريطانية بالمبالغة في تقدير حجم التهديدات التي تواجه الطائرات.
ولم تستطع الطائرات في ذلك الوقت القيام برحلاتها في وجود رماد بركاني في الجو.
ودفع
كل ذلك إلى بذل المزيد من الجهود الدولية بهدف تحسين القدرة على التنبؤ،
فضلا عن تغيير سلطات الطيران إجراءات سلامة الرحلات الجوية المتبعة.
وكلّف إغلاق المجال الجوي شركات الطيران ما يزيد على مليار جنيه استرليني.
وقال
جوناثان نيكلسون المسؤول في سلطة الطيران المدني "لدينا ثلاثة نطاقات من
الرماد، المنخفض والمتوسط والعالي، والتي يجري تعريفها بناء على كميتها في
الجو، وهذا يحدد لشركات الطيران أين يمكنها تسيير رحلاتها الجوية".
"الحد من تعطيل النشاط"
وتقوم الشبكة الجديدة، التي تمولها الحكومة، على تحديد ما إذا كان نطاق سحابة الرماد منخفض أم متوسط أم عالي.
وسوف تتكون الشبكة من 10 أجهزة يطلق عليها "أنظمة الكشف وتحديد المدى" أو "ليدار".
ويستخدم
النظام أشعة الليزر لتحديد كثافة طبقة سحابة الرماد، ومن ثم استخدام هذه
البيانات لتحديد مدى سلامة الطيران خلال تلك السحابة.
وقال روبرت غودويل، وزير الدولة للطيران "هذه التجهيزات الجديدة ستسمح
لهيئة الأرصاد الجوية البريطانية بتتبع سحب الرماد بطريقة أسهل ومن ثم
التنبؤ بحجم انتشارها بطريقة أكثر دقة".
وأضاف غودويل "يمكن لذلك أن يلعب دورا كبيرا في الحد من تعطيل نشاط الرحلات الجوية خلال أي حادث في المستقبل".
وسوف تستخدم الشبكة الأرضية بالتزامن مع الطائرة الوحيدة في العالم المخصصة لاكتشاف جسيمات الرماد البركاني.
وتحمل
طائرة الطوارئ المدنية لهيئة الأرصاد الجوية، التي يطلق عليها "موكا"،
نظام "ليدار" خاصا بها، لذا سيجري إضافة البيانات إلى ما تجمعه الشبكة
الأرضية للمساعدة في تكوين صورة تتيح التنبؤ بسحابة الرماد.
جمع البيانات
ويعتبر جوس كينت، العالم بهيئة الأرصاد الجوية، أحد القوى المحركة وراء الطائرة "موكا".
وقال كينت "يحتوي نظام ليدار بالطائرة على شعاع ليزر ينعكس من السحب عبر تليسكوب، داخل جهاز، يرصد ضوء الليزر المنعكس".
وأضاف
العالم "إذا كانت الجسيمات في السحب رمادا بركانيا فإنها تنعكس في اتجاه
مختلف مقارنة بالجسيمات الأخرى نتيجة شكلها، ويمكن لنظام ليدار أن يقيس هذا
التغير في الاتجاه".
ومضى موضحا "إن لم تكن السحابة سميكة جدا يكون
الليزر قويا بما يكفي للتوهج في جميع الاتجاهات خلال هذه الطبقة، ويمكننا
رؤية الجانب الآخر، وهو مفيد لنا كي نعرف أن الجانب الآخر آمن من حيث
الطيران عبره".
تكنولوجيا الطائرات
واتخذت شركات الطيران بدورها
المبادرة. وتجري شركة "إيزي جيت" للرحلات الجوية منخفضة التكلفة اختبارا
لجهاز رصد الرماد، والذي تأمل الشركة في أن يتلائم مع بعض طائراتها في
المستقبل لتوفير إنذار مبكر لتحديد أي رماد يعترض مسار رحلة الطيران.
وفي
ذات الوقت أجرت شركة الخطوط الجوية البريطانية "بريتش آير وايز" رحلة
تجريبية استخدمت فيها الجهاز على متن إحدى طائراتها الجامبو، لقياس
الكهرباء الساكنة المتولدة من احتكاك جسم الطائرة مع الرماد في مسعى لتقدير
كثافته.
لكن سيكون من الضروري أن توافق هيئة الطيران المدني على هذه الأجهزة قبل طرحها للاستخدام.
وقال
جوناثان نيكلسون المسؤول في سلطة الطيران المدني إن التكنولوجيا التي
تعتمد عليها شركات الطيران في عملها كي تتلائم مع طائراتها ستمكنها من رؤية
الرماد الذي يواجه طائراتها.
وأضاف "يتيح ذلك مساعدة كبيرة، لاسيما
عند دمج ذلك مع أشياء أخرى مثل الرادار الجديد والأقمار الصناعية ونظام
الرصد الأرضي وطائرات الاختبارات".
وسوف تظل البراكين النشطة في
ايسلندا مصدر خطر للرحلات الجوية في المستقبل، لكن تفعيل مزيج من أجهزة
الرصد المعدلة وتحسين قدرات التنبؤ ومرونة لوائح السلامة سيقلل إلى أدنى حد
تعطيل نشاط الرحلات الجوية في المستقبل.
تعليقات