المهندس الطيار عصام محمد الويفاتي

عبدالحكيم أحمد الشويهدي
 
المهندس الطيار عصام محمد الويفاتي

نعيش فى هذه الدُنيا مرة واحدة، ونحن أحْوج ما نكون الى القدوة الحسنة والمثل الأعلى من حكمة هادفة وتوجيه سديد وقول حسن وثقافة عالية وأدب راقى. صفاتٌ إجتمعت فى رجُل شرَف هذا الوطن، وتجسدت جميعها في شخصيته كمهندس وطيار وأستاذ جامعى.
"عصام" إسم من أحد معانيه اللغوية هو وصف لمن شُرَف بنفسه فنال العُلى بكدَه وإجتهاده وذكائه. لقد كان مقدراً على هذا العصامى الموت بعد الحياة، ومكتوب على هذا الأنيق الوداع بعد اللقاء. كان أخاَ لايعرف لأخاه ضعفاَ وكان رئيساَ لا يقذف الوهن فى القلوب وكان مستشارَ متى إلتبس عليك أمر وباليُسر ناصحاَ إن تعسَر أمامك حال.
"عصام محمد"... ومن منا لايعرف التربوى الذى لن يتكرر صاحب المدرسة التربوية الخالدة، مربىَ الأجيال الراحل الأستاذ "محمد الويفاتى" مُدير مدرسة طرابلس الثانوية سابقاَ "على وريث" حالياَ... "عصام محمد الويفاتى"... "ويفات" تلك القرية الهادئة الساحرة فى حُضن الجبل الغربى... ذات مُبدعة إستطاعت أن تحقق التميز والتفرد فى شخصيته وسيرته وإسمه فقد كان دال لا يحده مدلول.
لقد حسم الموت القضية... الموت... هى الحقيقة الوحيدة المؤكدة فى حياتنا.. ولكنها كلمة تقتل ماتبقى لنا من مشاعر كلمة تبعث على الإشمئزاز على أقدار قاسيـة لاتُجيد إلا لُعبة الإختطاف... إختطفت جسدهُ ولكنها لا تستطيع إختطاف رُوحه لأننا لا نُجيد لُعبة النسيان وستظل رُوحه حية فى أذهاننا... "عصام" إسم سيضاف إلى قائمة أسماء لاتُنسى أسماء رحلت بصُورة لاتُليق بنا رغم تبجحنا بالوفاء..! وهيهات لنا من أقدار تستجيب لمُتمنياتنا.
إلتقيتُه فى نهاية سبعينيات القرن المُنصرم بمكتب المحامى المرحوم "على بعيو بيت المال" الذى تجمعنا به صلة قرابة والذى يعتبر الأب الروحى للراحل "عصام" وتكرر اللقاء بالمقرالقديم لنادى الطيران بشارع بن عاشور. ثم أستاذاَ لى فى مادة Accident Investigation بقسم هندسة الطيران بكلية الهندسة - طرابلس. وكان رئيسى المباشر خلال مراحل تأسيسنا لشركة ليبيا للخدمات الجوية ومشروع الطائرة بدون طيار RPV وهو من أطلق عليه إسم "شاهين" لقدرة هذا النوع من الصقور على الرصد من على إرتفاعات شاهقة. ثم أصبحت مساعداً له خلال تأسيسنا لنادى الرياضة الجوية سنة 1992 بطرابلس.

ساهمت معه فى عدَة دراسات وبرامج منها تحوير نادى الطيران إلى شركة للنقل الجوى الخفيف سنة 1990م وكذلك شركة Air Sahel سنة 1998 وشركة Petro Air سنة 1997، وكنت سأعول عليه كثيراَ فى مشروعى الجديد (مُتحف الطيران الليبى Libyan Aviation Museum لولا تدخل القدر، فقد تلاشت ذاكرة وفقدنا إرشيف لشخص كان يُعتبر من أهم الشواهد على تاريخ الطيران فى هذا البلد.
خضنا معاً معارك فنية وتقنية مع سماسرة وصبيان الطيران فى ليبيا، ولأن جولاتنا معهم كانت ذات بُعد عقلى فكثيراً ماتنتهى بإنسحابنا والمغادرة وبهُدوء نظراً لتمتع الخصم بميزات سُلطوية عديدة.! وكانت عبارته الشهيرة والمتكررة لى من باب النُصح: (خليك دائماً Clear to depart).
حجز له القدر (one way ticket) وحدد تاريخ المغادرة غُرة شهر مارس 2010م وكان وقت الإقلاع عصر يوم الإثنين ووجهته جنات الخلد بإذنه تعالى... رحمك الله أيها اللطيف بقدر قلبك الملحاح على البراءة والحُب... رجلٌ كُنت ورجلٌ رحلت.


1967: نالَ شهادة إتمام المرحلة الثانوية بتفوق وتم إفاده للدراسة بالمملكة المتحدة.
1972: مُنح درجة البكالوريوس فى مجال هندسة الطيران من جامعة " مانشيستر " - بريطانيا وتم تعيينه بمكتب صلاحية الطيران والتراخيص بإدارة الطيران المدنى الليبى.
1973: تحصل على رخصة أهلية (هيا كل ومحركات) لطائرات "فوكر-27 " من هولندا.
1974: رئيس قسم السلامة الجوية بإدارة الطيران المدنى الليبى الى غاية شهر يونيو 1976.
1975: تحصل على رخصة أهلية (هيا كل ومحركات) لطائرات "بوينج – 727" من سياتل – أمريكا.
1977: مُنح درجة الماجستير فى علوم الطيران من جامعة "ميامى" بفلوريدا - أمريكا.
1978: تحصل على رخصة طيار تجارى من قبل إدارة الطيران الفيدرالى الأمريكى.
1978: مدير عام لنادى الطيران الليبى الى غاية شهر ديسمبر 1986.
1979: مستشار فنى للخطوط الأفريقية الى غاية شهر أغسطس 1983.
1984: محاضر بقسم هندسة الطيران بكلية الهندسة بطرابلس الى غاية سنة 1988.
1988: مدير إدارة بمركز "شاهين" لصيانة الطائرات, مشروع الطائرة بدون طيار RPV.
1990: رئيس لجنة إدارة شركة ليبيا للخدمات الجوية.
1992: أمين اللجنة الادارية لنادى الرياضة الجوية بطرابلس.
1993: مستشار فنى لشركة النقل الجوى الخفيف والخدمات الفنية الى غاية شهر أكتوبر 1999.
2000: عضو فى المجلس الإستشارى لإدارة الطيران المدنى الليبى الى غاية شهر مايو 2003.
2001: مدير إدارة التخطيط والتطوير تم مدير إدارة السلامة بشركة البراق للنقل الجوى حتى تاريخ وفاته.

تعليقات