روسيا تُحَضِّر اليوشن 96 بديلاً لطائرات البوينغ والإيرباص

عن المصدر

تخطط روسيا لاستئناف الإنتاج المتسلسل لطائرات الركاب  IL-96-300  عريضة البدن بالنظر  للعقوبات المحتملة من قبل مصنعي الطائرات الأجانب، قد يصبح الانتاج المحلي لطائرات المسافات البعيدة مسألة أمن قومي بالنسبة لروسيا.

كان إنتاج طائرات إليوشن العملاقة ذات الأربعة محركات قد أُوقِفَ قبل عدة سنوات من الآن، لأن طائرة إلـيوشن قبل عام واحد فقط، لم يكن يخطر ببال أحد مجرد الحديث عن استئناف الإنتاج المتسلسل للطائرات الروسية بعيدة المدى. بل على العكس من ذلك، عملت شركة النقل الجوي الوطنية آيروفلوت على إخراج طائرات IL-96 من أسطولها. ولم يبق لدى آيروفلوت سوى ست طائرات IL-96-300   بعيدة المدى، كانت الشركة قد بدأت بتشغيلها عام 1995. وقد عللت الشركة تخليها عن الطائرات الروسية بعدة أسباب؛ من بينها تقادم الطائرات وتدني الكفاءة الاقتصادية (أربعة محركات لـ IL-96 مقابل محركين لكل من بوينغ وإيرباص) وتخلف صالون الركاب عن المعايير العصرية للراحة. 

كان من المفترض أن تُسْتَبدل طائرات إليوشن الروسية بطائرات بوينغ 747 الأمريكية، والتي صممت طائرة IL-96-300 كمنافس لها في المرحلة التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفييتي. وقد أشاد الطيارون الذين حلقوا على تلك الطائرات بموثوقيتها العالية وببساطة التعامل معها مقارنةً بمنافساتها الغربيات.
 

أُوْلِيَت معايير الأمان عناية فائقة أثناء تصميم أنظمة القيادة والتحكم بالطائرة IL-96-300 . وعُزِزَ نظام التحكم الإلكتروني بنظام ميكانيكي مواز له لأداء الوظيفة ذاتها، وبفضله يتم نقل الجهود من عجلة القيادة والدواسات إلى أسطح القيادة عبر شبكة من الكابلات الناقلة للحركة. ويضمن النظام الهبوط بالطائرة يدوياً في حال تعطل الإلكترونيات. كما أن هيكل الطائرة مثالي من حيث المواصفات الآيروديناميكية واحتياطي المتانة، وهي ميزة عامة لجميع طائرات إليوشن. 

يقول الطيار الاختباري أناتولي كنيشوف: قمت بإنزال طائرة IL-96 ست مرات باختبار يحاكي حالة تعطل جميع المحركات. كانت المهمة بطلب من كبير المصممين. وأستطيع القول إن مثل هذه الاختبارات لم تجرب على أية طائرة أجنبية من مثل هذا النوع أبداً . إنها الطائرة الأكثر أماناً – يقول ابنه سيرغي كنيشوف موافقاً، وهو القائد الأصغر سناً لطائرة IL-96 وطيار سابق في شركة آيروفلوت. ويضيف سيرغي : طيلة سنوات خدمتها منذ عام 1993، لم تتعرض طائرة IL-96 لأية كارثة.

ولكن على الرغم من كل مواصفاتها الفريدة، كان في انتظار هذه الطائرة مصير لا تحسد عليه. وكأن الحاجة لها انتفت فجأة في روسيا. وبجهود اللوبيات الداعمة لمصنعي الطائرات الغربيين، جُمِدت عن أداء عملها، على الرغم من أن ساعة طيران  الـ IL-96 أرخص بألف دولار من ساعة طيران البوينغ  В767−300ER ،  حسب ما يؤكده  أناتولي كنيشوف.

كانت وزارة الدفاع الجهة الوحيدة التي أنقذت IL-96 من الاختفاء التام، عندما تقدمت في عام 2013 بطلب بناء طائرات تزود بالوقود على قاعدة طائرة الشحن IL-96-400. وكان يتوجب على النسخة المعدلة أن تحمل على متنها أكثر من 65  طن من الوقود وأن تقطع 13 ألف كم لتزويد حاملات الصواريخ الاستراتيجية والطائرات الاعتراضية طويلة المدى. في نهاية عام 2015، من المفترض أن يتم تسليم أول طائرتين من هذا الطراز للقوات الجوية الروسية.

في روسيا، لا تنقل IL-96 ركاباً عاديين. فهناك ثمان طائرات منها تستخدمها فرقة الطيران الخاصة التي تحمل اسم روسيا وهي الفرقة المتخصصة بنقل الشخصيات الرسمية رفيعة المستوى؛ بمن فيهم الرئيس الروسي نفسه.

جدير بالذكر، أن فنزويلا والبيرو والصين وعدد من دول الشرق الأوسط أبدت، في سنوات مختلفة، رغبتها في اقتناء طائرات روسية الصنع للمسافات البعيدة. حتى أنه في بعض البلدان، جرى توقيع اتفاقيات بهذا الشأن. ولكن طائرات IL-96 تصدر إلى كوبا فقط، وإحدى هذه الطائرات خصصت كطائرة رئاسية. 
يقول الفنزويلي إليو بينيا راميريس: أتيحت لي الفرصة لأطير على متن واحدة من تلك الطائرات العملاقة. إنها طائرة آمنة ومريحة، حتى أنني لم أشعر كيف لامست الأرض عند هبوطها. وهي قادرة على نقل 300 راكب، مستهلكة ً خلال ذلك 7 أطنان فقط من الوقود لتشغيل 4 محركات. وللمقارنة، فإن البوينغ تنقل 200 راكب وتستهلك 6 أطنان لتشغيل محركين اثنين. فأي الطائرتين أفضل؟ لا أظن أننا بحاجة لبراهين أكثر إقناعاً من تلك . 


تعليقات