التقنيات الرقمية والاتصالات تُحدث ثورة في تجربة السفر



أكد محللون أن حلول الاتصال والحلول الرقمية ستؤدي إلى تحوّل شامل لقطاع الطيران التجاري وتغيير جذري في تجربة السفر خلال خمس سنوات، وذلك بما تحدثه تلك التقنيات من تغيير وإعادة ابتكار لهذا القطاع.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الأنماط التي من المُتوقع لها أن تُحدث ثورة في عالم السفر، ستحظى باهتمام خاص خلال جلسات عمل القمة العالمية لصناعة الطيران التي ستُنظَّم ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للطيران والفضاء، الذي يُقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتستضيفها شركة المبادلة للتنمية (مبادلة) يومي 7 و8 مارس المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. 

وفي تعليق له حول هذا الموضوع، قال معالي / علي ماجد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مطارات أبوظبي: "يلعب دمج التقنيات المتطورة والقدرة على الاتصال دوراً هاماً في استراتيجية التطوير المستقبلي الخاصة بنا. وسيحظى مبنى المطار الجديد في أبوظبي بأحدث التقنيات في كافة الأنظمة التي سيتم تجهيزه بها متجاوزاً كافة المعايير الدولية بالحلول المبتكرة التي ستتوفر فيه، مما سيتيح للمسافرين تجربة لا مثيل لها في هذا المطار، كما سيكون لدى فرق عمليات وإدارة المطار منصة بنية تحتية متكاملة ستجعل الإجراءات أكثر سلاسة مما سيؤدي إلى إدارة المطار بأقصى كفاءة ممكنة".


وسيكون الشكل الذي ستتخذه صناعة الطيران والدفاع مستقبلاً محور جلسة استراتيجية أساسية سيتم عقدها أثناء القمة تحت عنوان "الانطلاق إلى القرن المقبل: الاستفادة من التقنيات الرقمية لتحقيق التميّز التشغيلي". وسيدير الجلسة جون شميت، العضو المنتدب الدولي لشؤون الطيران والدفاع العالمية في شركة "أكسينتشور"، حيث ستتم مناقشة الدور الذي يمكن أن تؤديه التقنيات الرقمية والحديثة في دعم النمو وتحسين أداء البرامج وتطويع الثورة الرقمية واحتضان مشاريع موسّعة تتيح الخفض من مقدار المخاطرة ورفع درجة المرونة والكفاءة والابتكار.
وصرّح شميت: "مع اجتياز قطاع الطيران التجاري عامه المائة، تبرز حقبة جديدة تماماً ومليئة بقوى فاعلة في السوق وتقنيات مؤثرة تجبرنا على وضع منظومات جديدة للبناء والعمل والحفاظ على منتجات الطيران التجاري والعسكري والفضائي. وتُعيد هذه القوى تشكيل مستقبل القطاع الذي أصبح قائماً على استخدام الاستراتيجيات والإمكانيات الرقمية للتسريع في فترات الإنجاز وكسب فرص عمل جديدة وتقديم خدمات مصممة للاحتياجات الشخصية للعملاء".  

وستكون قدرة الإكسسوارات الرقمية على منح حامليها إمكانية الدخول السريع إلى المعلومات وتحسين الجودة وزيادة التعاون على رأس جدول الأعمال، بحسب شميت الذي قال: "إن هذه التقنيات تعزز من إجراءات سير العمل الحالية وتفتح المجال أمام فرص جديدة في عدة نواحٍ من قطاع الطيران والدفاع، فالإكسسوارات الرقمية ترفع من إنتاجية القوى العاملة مع التقليل من خطر الأخطاء في نفس الوقت. ويحسن استخدام هذه التقنية المحمولة من الأمان في نشاطات التجميع أو الصيانة المعقدة".
وسيكون الابتكار هو العلامة الفارقة في مستقبل الطيران ومحركها الدافع هو التقنية، بحسب شفيق هلال، المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط لشركة "روكويل كولينز" وعضو المجلس الاستشاري للقمّة. 

وقال هلال: "ان أحد الأمور التي ستنتقل بنا إلى المستوى التالي هو القدرة على الاتصال، حيث يرغب المسافرون في عالم اليوم بأن يكونوا قادرين على الوصول واستكمال إجراءات المطار والسفر بأسرع وقت ممكن وهذا جزء من الابتكارات التي أراها ستحدث في المستقبل ألا وهي القدرة على الاتصال، بحيث يدخل المسافرون إلى المطار ويصبحون داخل الطائرة في أسرع وقت ممكن. وبعد أن يصعد المسافرون إلى الطائرة، فسيطلبون ذات المستوى من الاتصال الذي كانوا يتمتعون به على الأرض، وبالتالي فإن هذه المرحلة محمسة للغاية وسوف نرى ثمارها في المستقبل القريب".

وأوضحت شركة "أيرواتش" القائمة على إدارة التقنيات المحمولة أن التحول قد بدأ بالفعل مع الاستخدام المكثف لحقيبة السفر الإلكترونية والمساعي الرامية إلى توفير الأدلة الإرشادية والنشرات الخاصة بالطواقم الجوية ومواد التدريب لطواقم الطائرات خارج الإنترنت، كما سيكون بالإمكان الدخول إلى هذه المواد من خلال الأجهزة المحمولة في قمرة القيادة وتتم إدارة تنزيل تلك الملفات أثناء الترحال مما يجعل عمليات الطائرة أكثر سلاسة. وقد أصبحت المعلومات المتعلقة برحلات الطيران قابلة للاستخراج من خلال الأجهزة اللوحية ويتم تنسيقها عبر الجو لتحسين الإنتاج.
وبدأت مساعٍ من أجل تزويد مدراء خدمات قمرة المسافرين بأجهزة لوحية للتعامل مع خيارات المسافرين وترتيبات الطعام وخطط السفر لتحسين تجربة المسافرين على متن الطائرة. وأفاد إيان إيفانز، مدير إقليم أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة "أيرواتش" أن القدرة على الاتصال أثناء الطيران ستكون عامل التغيير في هذا القطاع وتوقع "تحولاً ضخماً" في تجربة خطوط الطيران والمطارات والركاب خلال فترة العامين إلى خمسة أعوام المقبلة.

وقال إيفانز: "لقد بدأ التحول بالفعل، فقبطان الطائرة ليس الوحيد الذي يستخدم الأجهزة المحمولة في الطائرة، حيث أن أفراد قمرة المسافرين يستخدمون الأجهزة المحمولة لتحسين خدمة المسافرين، حيث توفر التطبيقات الخاصة معلومات حول الخيارات المفضلة للمسافرين وخطط الوجبات والرحلات. كما تحول الركاب أيضاً إلى الأجهزة المحمولة للحصول على خدمات الترفيه أثناء الرحلات بما في ذلك مشاهدة الأفلام والمسلسلات وقراءة المجلات وحتى قراءة النشرات الخاصة بالسلامة. كما أن هناك إمكانية كبيرة بأن تعمل الاتصالات المحمولة على تحسين برامج ولاء المسافرين إلى حد كبير".

وتبلغ نسبة المطارات المُقدّر أنها تستمر في تقديم الخدمات المتنقلة حوالي 84% وهي تخدم 97% من المسافرين الذين يحملون أجهزة اتصال محمولة عند السفر. إلا أنه وبحسب آخر استبيان لأنماط التقنيات المستخدمة في المطارات التي أجرتها شركة "سيتا"، فإن نصف المسافرين فقط مهتمون باستخدام الخدمات المتنقلة لتساعدهم في النقاط الرئيسية في رحلاتهم. وتتيح حوالي 50% من المطارات للمسافرين الآن الحصول على معلومات عن الرحلات من خلال التطبيقات، بينما يسمح حوالي 67% من خطوط الطيران للمسافرين بشراء التذاكر واستكمال الإجراءات والحصول على معلومات عن الرحلات من خلال التطبيقات على أجهزة الهواتف الذكية الخاصة بهم.

وتتجه خطوط الطيران بسرعة نحو توفير المزيد من القدرة على الاتصال للمسافرين وتحسين التجربة الرقمية. وقامت "الاتحاد للطيران" الناقل الجوي الرسمي للقمة، بتحديد استراتيجيتها الرقمية وأعادت تصميم تجربة سفر العملاء في كامل المجموعة.
وتزود بعض شركات الطيران في الوقت الحالي طاقمها بأجهزة لوحية وغيرها من الأجهزة الرقمية على متن الطائرة مثل الهواتف الذكية وتقنيات معالجة الدفعات إلكترونياً بالإضافة إلى الإكسسوارات الرقمية، ما يعني أن شركات الطيران قادرة على التواصل بشكل أكبر مع المستخدمين الرقميين، بينما انتهجت شركات أخرى سياسة السماح لموظفيها بجلب أجهزتهم الخاصة.
وفي هذا الإطار، قال هاني الأسعد، رئيس منطقة الشرق الأوسط والهند في شركة "سيتا": "أن هذا التوجه نحو الاتصال سيتيح للمسافرين القدرة على الاتصال من خلال أجهزتهم المحمولة في كافة مراحل الرحلة، ما سيتيح الفرصة لشركات الطيران والمطارات التواصل المستمر مع الركاب منذ لحظة تفكيرهم بالحجز للسفر ثم وصولهم إلى المطار وركوب الطائرة ووصولاً إلى وجهتهم النهائية. ففي كل مرحلة من تلك الرحلة، هناك مجال لتقديم خدمات مخصصة لاحتياجات كل من الركاب. وستكون في المستقبل الفرصة والمجال الجديد لتوظيف الخدمات المتنقلة للركاب هو استخدام التطبيقات لتحسين علاقات العملاء والسماح للمسافرين بتصميم الخدمات التي يستفيدون منها بحيث تتناسب مع احتياجاتهم أثناء السفر".

جدير بالذكر أن الجلسة المتعلقة بالاتصال والتقنيات الرقمية واحدة من عدة جلسات خاصة بالاستراتيجيات التي ستعقد خلال القمة. وفي هذا الإطار، نيك ويب، المدير الشريك في مجموعة "ستريم لاين للتسويق" المنظمة للقمة: "تشهد هذه القطاعات تغييرات بمعدل منقطع النظير حيث يتم اعتماد التقنيات الرقمية بسرعة البرق، ما من شأنه أن يفسح المجال أمام تجارب سفر ثورية من بداية الرحلة إلى نهايتها. وبالرغم من أن هذه الجلسة الاستراتيجية ستلقي الضوء على مسألة الاتصال والابتكار الرقمي تحديداً، إلا أن تلك المسألة ستبرز أيضاً في عدد من الجلسات الرئيسية الأخرى حيث أن أثرها يمتد عبر عدد من القطاعات والشرائح".

وسيشارك في القمة التي تستضيفها شركة المبادلة للتنمية (مبادلة)، وتنظمها "ستريملاين ماركتنج جروب"، وبرعاية "الاتحاد للطيران" و"مطارات أبوظبي" أكثر من 1,000 خبير ومتخصص في قطاعات النقل الجوي والفضاء والطيران، إضافة إلى ممثلين عن مجموعة من الهيئات والشركات العالمية المتخصصة في القطاع.

 

تعليقات