المسؤولية المدنية لقائد الطائرة، بقلم مستشار النقل الجوي : الأستاذ كمال حفني رياض

قيادة الطائرة من الأمور الفنية المعقدة وذلك لأن أي خطأ في القيادة، بدءًا من إعداد الطائرة للتشغيل، ووصولاً إلى استكمال الرحلة، يترتب عليه كوارث، سواءً من تحطم الطائرة وتحول الركاب إلى أشلاء، وما قد ينتج عن ذلك من تعويضات تقدر بمئات الملايين من الدولارات، وخاصة إذا كان الحادث نتيجة لخطأ بشري ناتج عن إهمال أو تقصير من قبل المالك أو المستثمر في اختيار أو تدريب طاقم الطائرة.



ويزيد من تعقيد هذه المهمة أنه يتعين على قائد الطائرة اتخاذ قرارات سريعة لمجابهة أخطار معينة، وإذا لم يقم بذلك فقد يتعين البحث عن أخطاء يمكن نسبتها إليه. ومن المعلوم أن مالك الطائرة أو مستثمرها مسؤول عن أخطاء قائد الطائرة باعتباره من موظفيه على أساس مسؤولية المتبوع عن أعمال تابعه.



معيار خطأ قائد الطائرة


تخضع قيادة الطائرة لقواعد ونظم ولوائح صارمة في كافة مراحل الرحلة الجوية، وقد أوْلت التشريعات الوطنية والمعاهدات الدولية عناية خاصة لتنظيم تلك القواعد الواضحة، والتي يجب اتباعها، وعلى قائد الطائرة أن يراعي تلك القواعد في قيادة الطائرة، وأن يبذل في سبيل ذلك العناية اللازمة وفقًا للظروف، وإلا أصبح مقصرًا، وانعقدت على رأسه المسؤولية، بتعويض من أصابهم الضرر نتيجة لهذا التقصير.


حالات الخطأ في قيادة الطائرة

حالات الخطأ في كثير من القضايا التي رفعت أمام المحاكم نورد منها التالي:
  • إذا أهمل في استعمال وسائل الطيران الآلي وفضل عليها الطيران المرئي، مع علمه بتغيير الأحوال الجوية.
  • إذا حاول الهبوط ليلًا رغم تحذير وحدات المراقبة الجوية بعدم الهبوط.
  • الشروع في الهبوط رغم تعذر الرؤيا تمامًا لاستنفاد كميات الوقود، أو الاستمرار في التحليق فوق المطار لاستهلاك الوقود.
  • إذا قام بالهبوط مباشرة دون الدخول في دائرة المطار المفترض أن يتبعها لإتمام عملية الهبوط.
  • القيام بحركات استعراضية أو بهلوانية بالطائرة بسرعة كبيرة وعلى ارتفاع منخفض.
  • الهبوط بالطائرة رغم اشتداد قوة الرياح معرّضًا الطائرة للخطر.
  • أن يقوم بخفض مقدمة الطائرة بشكل حاد في حالة دخولها في دوامة هوائية كانت تجذبها إلى أعلى، الأمر الذي جعلها تنخفض نحو الأرض مما أدى إلى تحطمها.
  • إذا لم يقم بالتنبيه على الركاب لربط الأحزمة والتأكد من إحكام غلق أبواب الطائرة، الأمر الذي أدى إلى سقوط بعض الركاب.
  • إذا قام بتعديل خطة الطيران دون إخطار السلطات المختصة بمراقبة الحركة الجوية، الأمر الذي أدى إلى الحادث.
  • أن يترك قيادة الطائرة لأحد مساعديه الذين لم يتأهلوا بعد لممارسة الطيران.
  • إذا أقلع بالطائرة رغم علمه بزيادة حمولتها عن الحد الأقصى للإقلاع.
  • إذا طار فوق مناطق جبلية تاركًا الطرق الجوية الخالية من العوائق.
  • إذا أهمل في الهبوط في نقطة وسطية للتزود بالوقود رغم علمه باحتمال عدم كفاية الوقود لإتمام الرحلة.
  • إذا أهمل في إعداد خطة الطيران.
  • إذا أهمل في التأكد من حسن سير أجهزة قيادة الطائرة قبل الإقلاع.
  • إذا أهمل في وضع أحد أجهزة الطائرة في الوضع الصحيح له.

ويتقرر خطأ قائد الطائرة بعد أن يتم الاستعانة بأهل الخبرة من الطيران المدني لتحديد ما إذا كان قائد الطائرة قد اتبع النظم والقواعد الفنية السليمة من عدمه.

الخطأ الفني في قيادة الطائرة والغلط في التقدير

إذا ظهرت الحلول أمام قائد الطائرة للتغلب على مشكلة معينة ولم يسلك إحداها ترتب عليه مسؤولية الخطأ الفني، أما إذا اختار أحد هذه الحلول ولم يوفق في تفادي الكارثة، أو كان من المستحيل عليه تفاديها، فإنه ينسب إليه في هذه الحالة غلط في التقدير ولا يكون مسؤولًا.

تعليقات