عبدالله محمد الشهراني
أحد أكثر الأسئلة التي طرحت علي من قبل الآباء والأمهات: ابني يرغب في دراسة الطيران ولدينا القدرة على تحمل مصاريف الدراسة، فهل تؤيد الفكرة؟ إجابتي كانت نعم مؤيد للفكرة بل وأنصح كل من أعرفهم بذلك. بعدها يأتي سؤال آخر، كيف تؤيد الفكرة وهناك من يقول إن عددا ليس بالقليل أنهوا دراستهم ولم يتم تعيينهم بعد؟. سؤال مهم وتخوف في مكانه، ولو طرح علي هذا السؤال قبل سنتين أو أكثر لكانت إجابتي مختلفة تماما، ولأثبت وجهة نظري في هذا الموضوع سوف أستخدم لغة الأرقام والأسلوب المنطقي في الطرح، لأن هنالك متغيرات جديدة دخلت سوق الطيران السعودي مؤخرا.
هذه النصيحة «دراسة الطيران» كانت تعتبر مخاطرة فيما مضى، وأقصد بالتحديد الفترة من عام 1945 إلى 2007، حيث لم يكن في الأجواء سوى الخطوط السعودية، وبأسطول وعدد رحلات لا يقارنان بالأرقام الحالية، لحقها بعد ذلك طيران ناس في عام 2007. نحن الآن نتحدث عن خمس شركات طيران موجودة في المملكة: الخطوط السعودية، طيران ناس، الخطوط السعودية الخليجية، نسما للطيران، وأخيرا فلاي أديل والتي سوف تبدأ التشغيل خلال شهور. إضافة إلى شركات الطيران الخاص والتي تخدم رجال الأعمال والأثرياء، على سبيل المثال لا الحصر: سكاي برايم، البيرق، طيران السعودية الخاص، ناس جت، طيران أرامكو، ولقد شهد قطاع الطيران الخاص نموا كبيرا، إذ وصلت الحصة السوقية للمملكة إلى 35% من سوق الشرق الأوسط بإجمالي عدد طائرات يقدر بـ 164 طائرة خاصة، أما عن قطاع الطيران العام فحصة المملكة السوقية لا تتجاوز 22% في الشرق الأوسط وبعدد طائرات يقدر بحوالي 550 طائرة خلال السنوات الخمس القادمة.
دراسة الطيران أقصد بها هنا وبالتحديد الدراسة التي يتخرج منها الطالب قائد طائرة أو فني صيانة، وهذا لا يعني أنه لا توجد فرص وظيفية أخرى تواكب هذه الزيادة في عدد الطائرات خلال السنوات الخمس القادمة، لكني أتحدث عن الحاجة الماسة والأكثر طلبا بالنسبة لشركات الطيران. فلو علمنا أن كل طائرة تحتاج ما بين 13 إلى 17 طيارا (وطيار تعني هنا: طيار ومساعد طيار)، فهذا يعني أننا سوف نحتاج إلى ما يقارب تسعة آلاف طيار في المملكة العربية السعودية. وإذا علمنا أيضا أن كل طائرة تحتاج من 15 إلى 19 فني صيانة، فهذا يعني أننا سوف نحتاج إلى عشرة آلاف فني صيانة خلال السنوات الخمس القادمة، هذا ومع العلم بأنني لم أتطرق إلى احتياج الطيران الخاص في الأرقام السابقة. وأيضا من خلال هذه الأرقام يتضح لنا أن برنامج «بعثتك وظيفتك» والذي أطلقته وزارة التعليم والمقرر أن تكون مخرجاته 3 آلاف طيار وألفي فني صيانة لن يسد العجز الذي سوف يحصل خلال السنوات الخمس القادمة.
نأتي إلى النقطة الأهم في هذا المقال، وهي إصرار بعض شركات الطيران المحلية على توظيف الأجانب في هذه المواقع «طيار وفني صيانة» بهدف التوفير والتوفير فقط، أما عن المهارة فأنا أستطيع أن أراهن على أن الطيار والفني السعودي متفوقان على أغلب نظرائهم في العالم، لذا أعتقد أن من الضروري على أصحاب القرار في الجهات الحكومية ممارسة الضغط على شركات الطيران لتعيين أبناء البلد في شركات البلد، لما في ذلك من خير للفرد والدولة على حد سواء. فبدلا من تحويل الطيارين والفنيين الأجانب رواتبهم إلى بلدانهم، سوف نجد أن رواتب أبنائنا الطيارين والفنيين تدور وتتحرك داخل عجلة اقتصاد البلد. فضلا عن أن قصور الأفراح سوف تتزين باستمرار معلنة عن عائلات جديدة في طريقها إلى التكون والوجود.
شركات الطيران في المملكة عام 2017
• الخطوط السعودية
• طيران ناس
• الخطوط السعودية الخليجية
• نسما للطيران
• فلاي أديل
عدد الطائرات المتوقع خلال الخمس سنوات القادمة
• 550 طائرة «الطيران العام »
• 200 طائرة خاصة صغيرة
أعداد الطيارين والفنيين المطلوبة خلال الخمس سنوات القادمة
• 9,000 طيار
• 10,000 فني صيانة
تعليقات