في السنوات الأخيرة بات الحديث عن السيارات ذاتية القيادة بمثابة روتين يومي، حيث أن شركات السيارات العالمية تعمل على قدم وساق وعلى مدار اليوم لتطوير وتجربة سياراتها المزودة بتكنولوجيا القيادة الذاتية والتي اقتحم بعضها بالفعل شوارع وطرقات بعض مدن الكرة الأرضية.
ولكن ما لم يتم تسليط الضوء عليه بشكل أو آخر، أن تكنولوجيا القيادة الذاتية بدأت تنتقل من الأرض إلى السماء، فقد نجحت شركة لوكهيد مارتن الرائدة في تطوير التكنولوجيا العسكرية إلى جانب شركات سكونك وركس ومختبر بحوث القوات الجوية الأمريكية، في إمداد طائرات F-16 الأمريكية بكمبيوتر نحى الطيار الآدمي جانبًا وأمسك الطيار الآلي عصا القيادة.
تكنولوجيا القيادة الذاتية في عالم الطائرات ليس حديث العهد، فمعظم الطائرات التجارية والمخصصة لنقل الركاب مزودة بأنظمة قيادة ذاتية، كما أن هناك الطائرات العسكرية الصغيرة "بدون طيار" والتي يتم التحكم بها عن بعد، ولكن الجديد أن هذه التقنية تنتقل إلى واحدة من أكثر المقاتلات الأمريكية انتشارًا وفتكًا في العالم.
مؤخرًا قام الجيش الأمريكي بتنفيذ معركة عسكرية جوية افتراضية أطلق عليها اسم (Have Raider II)، وشارك فيها بحسب موقع "لوكهيد مارتن" طائرتين F-16 بدون طيارين، ذلك إلى جانب طائرات أخرى يقودها مقاتلين من البشر.
وقد استطاعت الطائرتان أن تحققا نجاحًا ملحوظًا في تنفيذ المهام الموكلة إليها، كما انعكس خلال المناورة العسكرية مدى التناغم بين الطيارين الآدميين وزملائهم الآليين اللذين شاركا معًا في الجو.
وتعد هذه المناورة الثانية من نوعها التي يشارك فيها طائرات F-16 مقاتلة بدون طيار، فقد ركزت المناورة الأولى على مساعدة الطيارين الآدمييين بواسطة الطائرات الآلية خلال معركة هجومية شرسة على أحد مواقع العدو.
بينما سمح للطيارين الآليين في المناورة الثانية الرد على التهديدات الأرضية الموجهة إليهما، وكذلك تطوير مستوى الهجوم بشكل تلقائي ودون تدخل آدمي، وهو أمر يراه الخبراء نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي.
وتأتي تلك المناورة ضمن برنامج "لويال وينجمان" الذي تنتهجه وزارة الدفاع الأمريكية بنتاجون، ويهدف إلى تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه في ساحات الحرب ليكون جنبًا إلى جنب مع القوات المقاتلة من بني الإنس.
يذكر أن F-16 أو "الصقر المقاتل" خرجت للنور للمرة الأولى عام 1978، وهي طائرة متعددة المهام تخدم ضمن صفوف 26 جيشًا حول العالم، ويبلغ سعر الواحدة ما بين 14.6 و26.9 مليون دولار، وفقًا للتجهيزات والعتاد العسكري.
تعليقات