قامت «اليوم السابع» بجولة داخل مصنع الطائرات التابع للهيئة العربية للتصنيع، برفقة اللواء محمد زين العابدين، رئيس مجلس إدارة مصنع الطائرات، لتفقد ورش عمرات طائرة التدريب كى 8 أى، التى أنتج منها المصنع 120 طائرة، وكذلك المعرض الرئيسى الذى يضم عدة ماكيتات لمنتجات المصنع المدنية والعسكرية.
من الورش الرئيسية داخل المصنع، ورشة عمرة الطائرة المصرية الصنع «كى 8 أى»، التى يجرى عليها أعمال التجميع والإصلاح كل فترة حسب الخطط الموضوعة مع القوات المسلحة، بهدف إجراء عمرات وفق العمر المحدد لكل جزء فى الطائرة، ويضم قطاع الورش ثلاث ورش رئيسية هى ورشة الجناح وورشة الديل وورشة الجسم. ويقول العميد خالد العمرى، مدير ورشة عمرة الطائرة، إن الطائرة لها وقت محدد يتم فيه إجراء العمرة الخاصة بها، مرتبط ذلك بعدد ساعات الطيران، والعمر الافتراضى، وعدد من المعايير المحددة، مشيرا إلى أن الطائرة الـ«كى 8 أى»، هى طائرة مصرية، وتمثل أبعادها 11.6 متر طولا، والمسافة بين الجناحين تصل إلى 17.02، وارتفاعها يصل إلى 4.20 متر، وتستطيع أن تطير على مسافة تقارب الـ800 كم فى الساعة، وتظل فى الهواء لأكثر من أربع ساعات حال تركيب خزانات إضافية. وعن إمكانية تسليح الطائرة، أكد أنها تحمل مدفعا 23 ملليمتر، بالإضافة إلى إمكانية تزويدها بحامل صواريخ، مشيرا إلى أن الطائرة مكونة من مقعدين، أحدهما للمدرب من الضباط، وآخر للطالب المتدرب، بالإضافة إلى أن الطائرة تضم أجهزة إلكترونية وأجهزة حساسة، كل جهاز له دور خلال عملية التدريب والطيران، قائلا: «كل طالب له عدد من مرات التحليق برفقة الضابط المسؤول عنه، وعليه أن يكون منتبهًا للغاية فى الاستماع للشرح وتنفيذه عمليًّا».
وأوضح مدير ورشة عمرة الطائرات، أن المصنع حصل على شهادات الاعتماد من سلطة الطيران المدنى المصرية فى مجالات اللحام، والدهان، والاختبارات، وإمكانيات المعامل فى المعايرة، وتصنيع المواسير والدعامات والخراطيم والوصلات لأى طراز من الطائرات، بالإضافة إلى المعاملات السطحية والحرارية للأجزاء.
وعن العمرة التى تجرى للطائرات، أكد أنها مجموعة أنشطة فنية يقوم بتحديدها وتصميمها منتج الطيارة بداية من استلام الطائرة من القوات الجوية وحتى تسليمها، من أعمال دهان وإصلاح وكشف شروخ ومستهلكات، وتغيير أجزاء لها عمر افتراضى، وأعمال اختبارات، والمرحلة الأخيرة هى الدهان، مشيرا إلى أن الطائرة مزودة بأحدث المعدات وجميع الأجهزة الإلكترونية التى تواكب العصر الحديث، كاشفًا أن الطائرة تعمر كل عشر سنوات، وقال العمرى: أجرينا صيانة لـ40 طائرة تدريب ونبدأ فى صيانة الأربعين التالية.
المصنع لا يعمل بمفرده، فهناك 5 مصانع متكاملة وهى مصنع محركات، ومصنع عمرة الطائرات الهليكوبتر، والشركة العربية البريطانية للمحركات، ومركز بحوث الطيران، بالإضافة إلى مصنع الطائرات، وهذا ما يؤكده العميد بهاء عبدالرؤوف، الذى يؤكد أن العمل المتكامل داخل المصنع، يتبعه عمل متكامل مع المصانع الأخرى، بالإضافة إلى أنه يتم تطوير الورش بشكل مستمر، وتتم صيانة الوحدات بشكل كامل.
ويؤكد العميد عبد الرؤوف، أن العمال فى المصنع يشعرون بحجم ما يفعلونه، فهم فى المقام الأول يعملون فى أحد مصانع الدولة الكبرى، ثم إنهم يشاركون فى المشاريع القومية، بالإضافة إلى أن كثيرا من معانى الوطنية والانتماء، موجودة بين العمال.
وأشار عبد الرؤوف إلى أن المصنع به خدمة ورعاية كاملة للعمال وأسرهم، وذلك ضمن منظومة الهيئة العربية للتصنيع التىتوفر المستشفيات الخاصة والنوادى والتأمينات لكل موظف، بالإضافة إلى أن هناك تعاونًا بين عمال كل مصنع فى المناسبات الاجتماعية، وغيرها.
فى السياق نفسه، يقول محمد حسان، فنى أول ماكينة خراطة، إن المصنع يضم أحدث الأجهزة العالمية، فهو يعمل على ماكينة للخراطة وصلت المصنع منذ 4 أشهر تقريبا، وتعمل على خراطة المعادن، طبقا للرسم الهندسى الذى يوضع على الأجهزة الإلكترونية.
ويوضح محمد حسان، أنه تدرب فى الخارج بعدد من الدول الأوروبية، وكذلك عدد من العاملين بالمصنع، وعاد الجميع بدوره لنقل الخبرات إلى الجيل الذى يليه، وذلك حتى يستفيد المصنع بكل الخبرات والكفاءات الموجودة، موضحا أن الدورات تهدف فى المقام الأول إلى الوقوف على أحدث أساليب العمل على الماكينات الحديثة، وكذلك العمل فى إجراء الصيانة العاجلة والسريعة، حتى لا يتعطل العمل، وبعدها يمكن الاستعانة بالفنيين المتخصصين فى حالة الأعطال الكبرى.
ويؤكد حسان، أن البرنامج التدريبى للعمال يضم كثيرا من الوثائق والشرح العملى، حتى يستطيع الجميع العمل على الماكينات بشكل سهل، يمكنه أن يفيد العمل ويفيد نفسه قبل كل شىء.
وتفقدت «اليوم السابع» خلال الزيارة، معرض المصنع، الذى يتضمن نماذج من منتجات المصنع، وبعض الأجزاء الصغيرة التى أنتجها المصنع للطائرات وكذلك لصالح الشركات العالمية الكبرى، منها طائرات صغيرة الحجم للتصوير، وكذلك عدة منتجات تحمل طابعا سريا لصالح أفرع القوات المسلحة.
يذكر أن مصنع الطائرة يشارك فى عدة مشاريع بعيدة عن التسمية الخاصة به، فمع عدم إنتاج طائرات جديدة، دخل المصنع فى عدة صناعات مدنية ومشروعات قومية وحكومية كبرى، حيث يشارك مديريات التربية والتعليم للإسهام فى رفع الأبنية والفصول والمعامل، ومع وزارة الشباب فى رفع كفاءة الملاعب الخماسية، كما أن المصنع له باع طويل فى صناعة سيارات نقل المخلفات الخطرة، وسيارات نقل الأمصال، وكذلك محطات معالجة مياه الشرب والصرف الصحى والصناعى، وهى التى تميز بها منذ التسعينيات، كما أنه يتعاون مع عدد من الهيئات والمؤسسات والوزارات فى توريد بعض المستلزمات، حيث يورد منتجات لهيئة الأبنية التعليمية، وكذلك إنتاج المحارق الطبية للمستشفيات، وسيارات الإسعاف، وصوامع القمح.
تعليقات