أنواح الهبوط للطائرات

خـــــاص بمدونة MyAviation




وردتنا عديد الأسئلة، حول هبوط الطائرات، حيث يكافئ الكثير من الركاب، قائد الطائرة، على الهبوط السلس أو الناعم، بالتصفيق والتحية، أما الهبوط الذي يحدث نوعاً من عدم الراحة فهو يزعج الركاب، ويجعلهم يصدرون حكمهم، بعدم إجادة الطيار لعمله.

ما نريد التركيز عليه في البداية:
لا يركز أغلب الركاب من مرحلة الهبوط، إلا حال حط الطائرة على أرضية المدرج، متناسين عملية بدأت قبل نصف ساعة، على أقل تقدير، هي مرحلة الهبوط.
إن عملية الحط بالطائرة (Touch Down)، هو عملية غير سهلة، وحرجة، خاصة وإنها تعتمد على الظروف المحيطة، سواء كانت ذات عقة بالطائرة، والظروف المناخية، والطقس وطبيعة المطار، وحتى طبيعة المهبط. 
لو حطت الطائرة بقوة، فإنه ثمة أجهزة تقوم على تسجيل هذا الهبوط، تمكن فريق الصيانة من معرفته، ومعرفة درجته، وبالتالي اتخاذ ما يلزم، حيال هذا الأمر.
الحط، غير السلس تعتمده بعض الشركات، لمجموعة من الأسباب؛ وهي في مجملها أسباب اقتصادية.

ما هو الهبوط

الهبوط هو آخر مرحلة في الطيران. فعملية طيران الطائرة تمر بعدة مراحل للطيران وهي التدرّج (Taxiing) والإقلاع (Takeoff) والتسلق (Climb) وسرعة الطيران والانحدار (Descent) ثم الهبوط (Landing). 
خلال الطيران، تكون القوى الرئيسة التي تتحكم بالجسم الطائر هي: الرفع والدفع والجاذبية بالإضافة إلى المقاومة. وعملي الطيران تتم عن طريق توليد ما يكفي من قوة الرفع ليوازن قوة الجاذبية للبقاء في الهواء. وعند الهبوط، فإن السرعة الجوية ومعدل الانحدار يقلان إلى حيث يريد الجسم الطائر الانحدار، فيقل معدل الانحدار بدرجة كافية لكي يسمح بلمس الأرض أو الهبوط الناعم.
أحيانا، يكتمل الهبوط الآمن باستخدام متضامن لكل من الرفع والدفع والأنظمة المثبطة (Dampening Systems). 
يتم الهبوط عند الطائرات بتخفيض السرعة والانحدار باتجاه المدرج. ويتم تقليل تلك السرعة عن طريق تقليل الدفع و/أو إنتاج كمية أكبر من السحب عن طريق القلابات أو عجلات الهبوط أو الكوابح الهوائية. 

أنواع أو أساليب هبوط الطائرات:

1- هبوط (Belly landing, Pancake landing or Gear-up landing):
وفي يتم الهبوط على الجزء السفلي للطائرة، او بطن الطائرة، هو في العادي يكون لعدم تمكن الطاقم من إنزال العجلات، في الطائرات ذات نظام العجلات القابلة للطي.

2- هبوط (Crosswind landing):
وفي يتم الهبوط، في وضعية هبوب الرياح جانبياً بالنسبة لاتجاه مدرج الهبوط، متعامدة معه او أقرب لن تكون عمودية على اتجاه الهبوط. وهذا النوع يحتاج إلى تقنية وأسلوب خاصين للهبوط، وتدريب، ويرافقه في العادة الشعور بصدمة عند ملامسة عجلات الطائرة للمدرج.

3- هبوط (Dead-stick landing):
وهو هبوط الطائرة، بدون قوة دفع، إي عند خسارتها لدفع المحركات. وينتج عن هذا الهبوط اصطدام بدن الطائرة بأرضية المدرج، وقد لا تنجو الطائرة من هكذا هبوط.

4- هبوط (Emergency landing):
هو الهبوط النائج عن وجود حالة يضطر معها الطيار، إلى الهبوط بالطائرة، وفي العادة يكون السبب يمس سلامة الطائرة والركاب.

5- هبوط (Forced landing):
وهو الهبوط الذي لا يتحكم فيه الطيارة بالطائرة، بالشكل المطلوب عند الهبوط، نتيجة وجود عطل على الطائرة أو بسبب الحالة الجوية. 

6- هبوط (Hard landing):
في هذا النوع من الهبوط، تصطم الطائرة بارضية المدرج، ويشعر كل من بالطائرة به، وهو ينتج عن فقد السرعة الرأسية للطائرة عند المرحلة الأخيرة للهبوط. 
يمكن أن يكون هذا الهبوط بسبب الظروف الجوية، أوالمشاكل الميكانيكية، وتخطي وزن الهبوط المسموح به، أوالطيران التجريبي. وعادة ما يعني هذا المصطلح الهبوط؛ أن الطيار لا يزال لديه السيطرة الكاملة أو الجزئية على الطائرة. 
ويختلف هذا هبوط في نتائجه، من عدم راحة الركاب الخفيفة أو المزعجة، إلى تلف المركبة، وإصابة العيكل، والإصابات، و/أو فقدان الحياة. وعند حدوث هذا الهبوط، يجب تفتيشها طبقاً لدليل الطائرة الخاص بالصيانة، قبل رحلتها القادمة.

7- هبوط (Water landing):
وهو هبوط الطائرة على الماء، إما لوجود مشكلة أو عطب ما، أو لطبيعة الطائرة، كالطائرات التي تعمل على المسطحات المائية، وهي مزودة بعوامات للطفو.
وهذا النوع من الهبوط، سواء في الحالة الاعتيادية، أو الطارئة يحتاج إلى مهارة في تنفيذه.

8- هبوط (Positive landing):
يعرف هذا النوع ايضاُ بالـ(Firm landing)، وهو قيام قائد الطائرة بالحط على أرضية المدرج، بحيث يحط إلى حدٍ ما بقوة، خاصة على المدراج المبللة، ويوفر هذا للطيار القدرة على تقليل تدرج الطائرة على المحرج، بالتالي يقل استخدامه للمكابح والدفع العكسي، وهو أمر اقتصادي تفضله الكثير من الشركات. وهو يزعج الركاب إلى حدٍ ما. 
قد يحتاج الطيار إلى هذا النوع او الأسلوب للهبوط، والحط، على المدارج القصيرة نسبياً، او في حال كانت درجة الحرارة على المهبط مرتفعة، فيعمل الهواء الساخن على رفع الطائرة، مما يفقدها الهبوط بداية المهبط، في حال لو كان الهبوط سلساً أو ناعماً.

9- هبوط (Soft landing):
في هذا النوع من الهبوط، السلس والناعم، يكون الحط بطريقة تجعل من الطائرة تحتفظ بقوة الرفع على مدرج الهبوط، وهو هبط يحتاج إلى مدرج هبوط طويل، بالتالي يحتاج الطيار لإيقاف الطائرة لاستخدام المكابح، أو/و الدفع العكسي. هذا النوع من الهبوط هو المفضل لدى الركاب.

في النهاية
كما اوضحنا في بداية المقال، الهبوط تتحكم في الكثير من العوامل، والظروف. وليس من الضروري أن الهبوط السلس هو الهبوط الجيد، فثمة الكثير من الأمور الفنية التي يصعب شرحها، والتي على الطيار النظر إليها، فكل عملية هبوط هي عملية مختلفة عن سابقتها، حتى مع الخبرة.
الهبوط إجراء، وقرار، يعتمد على مجموعة من الإجراءات، وليس مجرد عملية روتينية يقوم بها الطيار.

تعليقات