إن كان هذا النوع من الطائرات يعرف بأنها طائرات بدون طيار، إلا أنه فعليا ولكي يكون هذا الجسم الطائر يعرف اصطلاحا بالطائرة فلابد له من طيار، وإن كان الطيار في هذا النوع غير موجود فعليا داخل الطائرة إلا أنه حقيقية يتواجد بغرفة التحكم المتصلة بالطائرة، وعن طريق مجموعة الكاميرات ونظام الملاحة الموجود على الطائرة، يمكن التحكم بها، وقيادتها كأي طائرة، إلى حد ما.
الطائرات بدون طيار، تتطلب أن يكون لها طيار في محطّة أرضية. وهذا الطيار الأرضي يتحمل مسؤولية قيادتها، ويضمن عدم وقوعها في أية حوادث، ويتدخل في حالات الطوارئ. لكنه لا يفعل ذلك بواسطة عصا تحكُّم مثل عصا توجيه طائرات الألعاب، بل إن عليه تحديد نقاط مسار الطائرة، وبعدها تقوم الطائرة بتوجيه نفسها بنفسها وفق هذه الإحداثيات بواسطة نظامها الأوتوماتيكي، أي بتوجيه من نظام طيرانها الآلي. وهذا النظام لا يختلف كثيرا عن نظام طائرات نقل المسافرين الكبيرة والحديثة، التي تطير لمسافات طويلة بشكل تلقائي كامل باستخدام الطيار الآلي.
فنظام الطيران الآلي يحدد موقع الطائرة في الجو من خلال كَمّ هائل من البيانات، التي يجمعها بما يتوفر لديه من تقنيات: كالبوصلة ومقياس الارتفاع وعدّاد السرعة وجهاز الملاحة عبر الأقمار الصناعية GPS. أما الطائرات البعيدة بمئات الكيلومترات عن محطة التوجيه الأرضية، فلم يعُد يُتَحكَّم بها من خلال موجات الراديو، بل عبر الأقمار الصناعية. وذلك لأن الاتصال اللاسلكي بواسطة القمر الاصطناعي لا ينقطع على الأغلب. كما أن هذه الطائرات لها أيضاً أجهزة تفادي التصادم من نوع TCAS. ولكن عملية تجنب التصادُم لا يقوم بها الطيار الموجود في المحطة الأرضية، بل يقوم نظام الطيار الآلي بذلك بنفسه، لأنه لا يمكن الاعتماد على الاتصال اللاسلكي بين الطائرة والمحطة الأرضية بشكل مثالي في مثل هذه الحالات.
ما أريد الإشارة إليه أنه لا يتم توجيه هذا النوع من الطائرات، المستخدمة في الأغراض العسكرية بشكل خاص، بموجات الراديو بالتالي، لا تحتاج هذه الطائرات إلى نشر هوائيات للاتصال أو تقوية الموجات، كونها تعتمد على الاتصال عبر الأقمار الصناعية.
تعليقات